إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
استحوذت الهجمات الإسرائيلية على إمدادات المياه الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة على ربع أعمال العنف المتعلقة بالمياه في عام 2023 مع تصاعد النزاعات المسلحة على الموارد المتناقصة على مستوى العالم.
بشكل عام يتزايد العنف المرتبط بالمياه بشكل مطرد منذ عام 2000 لكنه ارتفع في السنوات الأخيرة مع تفاقم أزمة المناخ وتزايد ندرة المياه في النزاعات القديمة حول الأراضي والأيديولوجيا والدين والاقتصاد والسيادة واندلاع نزاعات جديدة واستخدام المياه كسلاح حرب.
تشمل المناطق التي شهدت قفزات كبيرة في العنف المائي أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وفي الوقت نفسه في الهند أدى الجفاف الشديد والنزاعات المجتمعية حول الوصول إلى مياه الري للأراضي الزراعية إلى زيادة بنسبة 150% في النزاعات على المياه العام الماضي.
شهد عام 2023 تصاعداً هائلاً في أعمال العنف بسبب المياه على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم ولكن بشكل خاص في الشرق الأوسط حيث استحوذت النزاعات على المياه على 38% من إجمالي العام الماضي مدفوعة إلى حد كبير بالهجمات على إمدادات المياه والبنية التحتية الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
قام المستوطنون الإسرائيليون و القوات المسلحة الإسرائيلية بتلويث وتدمير آبار المياه والمضخات وأنظمة الري 90 مرة خلال عام 2023.
في غزة كان وضع المياه سيئاً بالفعل قبل أن تشن إسرائيل حربها وبعد ذلك تم تدمير أو إتلاف أو ترك الكثير من البنية التحتية للمياه ومياه الصرف الصحي في غزة غير صالحة للاستخدام. وفي تشرين الثاني دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية جزئياً ألواح الطاقة الشمسية وغيرها من البنى التحتية التي توفر الطاقة لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي المركزية في غزة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي والتي كانت تخدم مليون شخص. وفي هجوم آخر بدأ الجيش الإسرائيلي بضخ مياه البحر إلى مجمع الأنفاق التابع لحماس في محاولة لتدمير نظام النقل والاتصالات السري وهو عمل ينطوي على خطر "تدمير الظروف الأساسية للحياة في غزة" وهو عنصر من عناصر جريمة الإبادة الجماعية حسبما قال أحد كبار علماء الهيدرولوجيا لصحيفة الغارديان في ديسمبر.
في الضفة الغربية يبدو أن الكثير من العنف المائي مرتبط بضم المستوطنات الإسرائيلية التي حكمت محكمة العدل الدولية بعدم قانونيتها في قرار تاريخي.
وفي إحدى الحالات الموثقة من شهر أيلول أفادت التقارير أن مستوطنين إسرائيليين قاموا بضخ المياه العادمة إلى الأراضي الزراعية الفلسطينية شرق قلقيلية مما تسبب في إلحاق الضرر بأشجار الزيتون والمحاصيل.
وفي حالة أخرى من شهر تشرين الثاني هدم المستوطنون الإسرائيليون منازل وخزانات مياه مدرسة وخط أنابيب مياه واقتلعوا العشرات من أشجار الزيتون الصغيرة في مدينة الخليل المحتلة.