حلب-خالد زنكلو – حماه- محمد أحمد خبازي
ساد هدوء حذر أمس منفذ أبو الزندين غرب مدينة الباب، والذي يربط مناطق سيطرة الميليشيات الموالية لإدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمناطق الحكومة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي، في اليوم الثالث من افتتاحه رسمياً، وبعد يومين حافلين بالقلاقل من تلك الميليشيات التي أعاقت وضعه في الخدمة، ما أحرج إدارة أردوغان ووضع موقفها على المحك مع موسكو الراعية لهذا الإجراء.
وكان «أبو الزندين»، الذي افتتح منتصف 2019 وأغلق في آذار 2020 بسبب جائحة «كورونا»، شهد في اليوم الأول من افتتاحه إطلاق قذائف هاون مجهولة المصدر باتجاهه، وهو ما حدث في اليوم الثالث، على حين حال مسلحون من ميليشيات أنقرة من دون افتتاحه في اليوم الثاني لدى اعتراضهم الشاحنات المحملة بالبضائع والتي كانت تحاول اجتياز المنفذ من مناطق ميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني» التابع لإدارة أردوغان إلى مناطق الحكومة السورية.
وعزت مصادر أهلية في مدينة الباب سبب الهدوء الذي عمّ المعبر ومحيطه أمس إلى عدم تسيير شاحنات تجارية بين طرفي المنفذ، الأمر الذي لم يستدعِ تحرك المسلحين التابعين لميليشيات «الجيش الوطني»، الذين يفترض أن ينصاعوا لرغبة وقرار أنقرة بافتتاح المنفذ ضمن «تفاهمات» بين إدارة رجب طيب أردوغان والكرملين.
وأشارت المصادر لـ«الوطن» إلى أن المحتجين على وضع المنفذ في الخدمة والمعتصمين داخل خيمة أعدت لهذه الغاية على الطريق المؤدي إلى مدخله الرئيس في الطرف الغربي من مدينة الباب، لم يقدموا أمس على أي فعل يهدد سلامة المعبر، في ظل غياب تام للشاحنات التجارية المتوجهة إليه، والتي جرى اعتراض بعضها وإرغام سائقيها على التراجع أول أمس.
وخشية تكرار سيناريو الـ27 من حزيران الماضي لدى هجوم مسلحين على «أبو الزندين» وتحطيم محتوياته إثر افتتاحه تجريبياً، عززت ما تسمى «الشرطة العسكرية» التابعة اسمياً لما يدعى «الحكومة المؤقتة» المعارضة وفعلياً لإدارة أردوغان، وجودها في حرم المنفذ ومحيطه، ولليوم الثاني على التوالي، في ظل توارد أنباء عن توافد مسلحين باللباس المدني إلى خيمة الاعتصام لمواجهة أي شاحنة تجارية قد تتوجه إلى المنفذ أو حتى الهجوم عليه في حال افتتاحه، حسب قول المصادر الأهلية.
مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة في مدينة الباب، كشفت أن اجتماعاً ضم ضباطاً من الاستخبارات التركية ومن جيش الاحتلال التركي مع متزعمي ميليشيات تابعة لإدارة أردوغان وممثلين عن المحتجين على افتتاح المنفذ، عقد الليلة ما قبل الماضية في مدينة الباب بهدف مناقشة المستجدات التي طرأت على وضع المعبر.
وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن اتفاقاً مبدئياً جرى بإعادة وجهات النظر حيال المحتجين على إعادة فتح المنفذ مقابل افتتاحه في أقرب وقت ممكن.
ورأت أن خطوة أنقرة هذه جاءت لتحفظ ماء وجه أنقرة أمام الضامن الروسي لافتتاح «أبو الزندين»، وذلك للمضي قدماً في «تفاهمات» العاصمتين الروسية والتركية حول الملف السوري، والتي منها فتح منافذ وطرقات دولية تصب في مصلحة الدولتين والشعبين السوري والتركي.
واستغربت المصادر حال الفلتان الأمني التي شهدها المنفذ في الأيام الثلاثة الأولى من افتتاحه، والتي قد تتكرر في الأيام القادمة، وما زالت أنقرة لم تحاسب المسلحين الذين تهجموا على الشاحنات التجارية داخله، وهو ما يضع موقف إدارة أردوغان على المحك في الوفاء بالتزاماتها أمام القيادة الروسية.
يأتي ذلك في وقت كثف فيه الجيش العربي السوري عملياته البرية بتمشيط قطاعات في البادية الشرقية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي بتغطية جوية من الطيران الحربي السوري والروسي المشترك.
وبيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن عمليات التمشيط تركزت أمس في مثلث بادية الرصافة- السخنة- تدمر، وبتغطية جوية من الطيران الحربي السوري والروسي المشترك.
وأوضح أن الطيران الحربي أغار على مواقع للدواعش وتحركاتهم في بادية تدمر والسخنة ومحيط بلدتي الطيبـة والكوم بريف حمص الشرقي ما كبدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.