إيست نيوز- خاص
يقول أحد الديبلوماسيين الغربيين ل"إيست نيوز" إن لبنان أرضية متحركة دائما تحمل معها المفاجآت وإن التوافقات فيه تأتي على وقع التفاهمات "المصلحية" بين الاحزاب والجهات السياسية. ومع التغيير الحاصل اليوم في المنطقة، ولبنان هو ركيزته المهمة، تبدو خلطة الاوراق كثيرة ومن غير الواضح أين سترسي الامور وعلى من ومتى خصوصا في المواقع الرسمية والوزارية والأمنية وغيرها.
واقعا، يؤكد الديبلوماسي الغربي أن الثابت الوحيد حتى الآن هما رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وياسين جابرالمرشح لاستلام حقيبة وزارة المالية. لماذا جابر وبماذا يتميز الوزير والنائب السابق عن غيره، ولماذا ياسين جابر هو الاستثناء الوحيد في شروط الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام والتي تقول أن لا وجوه "قديمة" في حكومته المقبلة؟
يُخطىء الذين يُطلقون هجماتهم ويستغلون الظروف والمتغيرات ليصوبوا اتهاماتهم "للثنائي الشيعي" بأنهم يقفون وراء تسمية جابر لوزراة المالية. فنواف سلام لن يعطي بالطبع حزب الله وحركة أمل جائزة ترضية لهما – بغض النظرعن الفروقات السياسية فكرا ونهجا- هما لم يمنحوه ثقة التكليف. ياسين جابرهو وليدة تقاطع دولي لما له من علاقات سياسية واقتصادية ولما له من رصيد ايجابي فيه ثقة الآداء والخبرات والمهنية. وهو "كوزير مالية" يعطي الموقع دفعا كبيرا ينطلق منه لبنان بسياسة مالية استراتيجية تُعيد معها انتظام هيكلية الوزارة وعملها.
ياسين جابر، يقول الديبلوماسي الغربي، شخصية تعكس شروط المجتمع الدولي التي تضمن الاصلاحات ومكافحة الفساد وعودة انتعاش حركة المؤسسات الاساسية التي منها تعود الاستثمارات الخارجية والمساعدات والمنح الداعمة مستقبلا للاستقرار المالي والاقتصادي.
هو واقع جديد لا سلطة للاحزاب والتيارات على القرار السياسي الذي سينقل لبنان من مسيرة السنوات التي كانت تُفرض فيها الاسماء والتي يكون فيها -الوزراء خاصة- "أتباع". ربما يكون التصويب على ياسين جابر لأن هويته "شيعية" لكنه حتما هو خارج الاصطفافات والانتماءات والدليل الاول والاخير انه نقطة تلاقي دولي ومسيرته كانت الركيزة.