أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أنه لدينا اليوم فرص كبيرة جداً علينا استغلالها معاً، ولا قت لتضييعه، مشدداً على وجوب عدم وضع اية عراقيل في وجه تشكيل الحكومة لأنه يجب استغلال هذه الفرص وارسال رسائل إيجابية الى الخارج، بأن لبنان قادر على أن يحكم نفسه وعلى تنفيذ إعادة الاعمار بشفافية، وعلى بناء دولة ننادي بها جميعا.
واعتبر الرئيس عون، خلال استقباله قبل ظهر اليوم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب على رأس وفد، أنه "لا يمكن لمكون ان ينكسر وغيره ألا ينكسر، فإذا انكسر مكون، ينكسر لبنان بأسره".
وتابع "ما حصل بالأمس هو عملية ديمقراطية أوصلت الى نتيجة معينة، وهناك مراحل أخرى. ربما نضطر مرات الى التراجع خطوة الى الوراء، ولكن هناك مصلحة عامة هي الأهم".
ولفت إلى أن "أي اعتداء على أي بقعة في لبنان هو اعتداء على كل لبنان، "ونحن نضغط باتجاه الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش في الجنوب".
وشدد أنه "لو كان هناك دولة وجيش في الماضي لما انبرى أحد إلى المقاومة. اليوم تختلف المرحلة، الدولة مسؤولة وليس فئة واحدة فقط. الدولة بمجملها، والشعب اللبناني بمجمله هما المسؤولان".
مؤكدا على أنه "ليس مسموحا ان تحمل فئة واحدة عبء الصراع مع اسرائيل، بل يتشارك جميع اللبنانيين في تحمل عبء هذا الصراع".
وقال " انتم لستم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بل المجلس اللبناني الأعلى، وما سمعته من كلام من قبلكم ليس بجديد عن ادبيات الامام موسى الصدر، وانا من المؤمنين بفكره ومنهجه وادبياته وهو الذي كان دائما ينادي ببناء الدولة التي تحمي الجميع".
وأضاف "في وثيقة صادرة عن مجلسكم الكريم العام 1977 لفت نظري امران بارزان وهما فصل النيابة عن الوزارة ونهائية الانتماء للوطن، وما تحدثتم به يشكل مفهومنا ومنطقنا. ان الشيعة ليسوا وحدهم مهددين بل كل لبنان، وكما قلت في كلمتي من انه اذا انكسر احدنا انكسرنا جميعا.. انكم لبنانيون وجميعنا يتظلل العلم اللبناني ونحمل هوية واحدة وحق الاختلاف مقدس وقد خلقنا الله مختلفين. وانا لا انظر على قاعدة ان هناك فضلا لأي طائفة على أخرى بل انظر الى الجميع كلبنانيين. ان المسؤولية مشتركة ذلك اني لن أتمكن من تحقيق ما يجب تحقيقه بمفردي ولكم دور أساسي، وبيانكم حول الرئيس المكلف نواف سلام الذي اصدرتموه بالأمس كان على مستوى الوطن وهذا المطلوب سماعه اليوم.
وأوضح "كوني ابن الجنوب، رفضت ان اتقبل التهاني احتراماً لأرواح الشهداء الذين سقطوا جراء الاعتداء الإسرائيلي، وانا اؤمن بما قاله الامام موسى الصدر بأنه لا يمكن ان يكون لبنان مبتسما وجنوبه متألم او باكٍ. هذا هو فكري وهذه هي طبيعة عملي، ربما انتم لا تعرفونني جيداً، ولكنني رافقت المفتي طالب وهو يعرف فكري. لدينا فرص كبيرة جداً علينا استغلالها معاً، ولا قت لتضييعه. إعادة الاعمار ضرورية، وهذا هو البند الأول على جدول اعمالي، وهو احد الأسباب التي تدفعني الى الاستعجال في تشكيل الحكومة، لأبدأ بزيارة الدول طلباً للمساعدة في إعادة الاعمار. هناك كم هائل من الاتصالات التي اتلقاها والتي يقولون لي فيها انهم بانتظاري، فأجيبهم بأن ذلك سيحصل فورا بعد تشكيل الحكومة. فلا يجب ان توضع اية عراقيل في وجه تشكيل الحكومة لسبب بسيط وهو انه يجب استغلال هذه الفرص وارسال رسائل إيجابية الى الخارج، بأن لبنان قادر على أن يحكم نفسه ، وعلى تنفيذ إعادة الاعمار بشفافية، وعلى بناء دولة ننادي بها جميعا. لا يمكن لأحد ان ينادي بقيام دولة ولآخر ألا ينادي بذلك، او ان يكون لكل جهة مفهومها الخاص للدولة. هناك دولة واحدة للجميع ولبنان للجميع، وكما قلت ليس لمكون فضل على الآخر، ولا يمكن لمكون ان ينكسر وغيره ألا ينكسر، اذا انكسر مكون، ينكسر لبنان بأسره. شاهدنا الحرب الضروس التي شنها العدو الإسرائيلي، صحيح ان المستهدف فيها كانت المناطق الشيعية في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، ولكن الدمار طال لبنان بأسره. اذا لم تضرب جونية او الشمال فإن هذه المناطق تأثرت. اذاً لا يمكننا القول انه اذا ضربت الضاحية ولم تضرب طرابلس فهذا الامر لا يعنيني، بالعكس. أي اعتداء على أي بقعة في لبنان هو اعتداء على كل لبنان. نحن نضغط باتجاه الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش في الجنوب. وهنا اعود الى الامام موسى الصدر الذي حاول تحييد لبنان عن الصراعات لأن لبنان بحجمه لا يملك القدرة، ولكن للأسف لو كانت هناك دولة وقتها، لما كان أجبر على أن يكون إمام المقاومة. لو كان هناك دولة وجيش لما انبرى احد الى المقاومة. اليوم تختلف المرحلة، الدولة مسؤولة وليس فئة واحدة مسؤولة. الدولة بمجملها، والشعب اللبناني بمجمله هما المسؤولان. ليس مسموحا ان تحمل فئة واحدة عبء هذا الصراع، بل يتشارك جميع اللبنانيين في تحمل عبئه. ولا انسى أيضا اسرانا الذين سنعمل على اعادتهم. الفرص موجودة، ولكن لا يجب ان نرسل رسائل سلبية الى الآخرين. هم بانتظارنا لمساعدتنا. ولكن يجب ان نساعد انفسنا اولاً".
وأشار " لا يمكنكم ان تكونوا خارج ادبيات الامام موسى الصدر، والا لن تكونوا في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولا في الطائفة الشيعية. كونوا على ثقة بأن لا احد سيغلب احداً ولا احد سيخذل أحدا، ولا احد سيكسر احداً. ما حصل بالأمس هو عملية ديمقراطية أوصلت الى نتيجة معينة، وهناك مراحل أخرى. ربما نضطر مرات الى التراجع خطوة الى الوراء، ولكن هناك مصلحة عامة هي الأهم. طالما الفكر الأساسي، وهو فكر الامام الصدر، هو بناء الدولة، عندها علينا ان نضحي ونتواضع، ولكن المهم ان نحقق الهدف الأساسي.
وختم ا"هدفكم هو قيام دولة العدالة والمساواة للجميع، والتي بإمكانها تأمين العيش المشترك بكرامة وامان. هذا هو المهم والاساسي. وهذا الهدف نحققه بالتعاون وتضافر جهود الجميع، لأن يدا واحدة لا تصفق. لا شك لديَّ بنيتكم الصادقة. هذا العهد ليس عهدي، هو عهدكم وعهد لبنان، والاحقاد لا تبني الدول والاوطان