عاجل:

الخميس الرئاسي: معركة الـ65 صوتاً ام معجزة الـ86؟ (الديار)

  • ٥٩

كتب ميشال نصر في جريدة الديار:

باندفاعة قوية وزخم غير مسبوق فتح الاسبوع الرئاسي بامتياز يوم عمله الرسمي الاول، على «عجقة» لقاءات ومشاورات واجتماعات، بين الكتل والمقار السياسية والرئاسية، حيث تطايرت الرسائل في كل الاتجاهات، على وقع رسم مشهد رئاسي، اعادت الساعات الماضية خلط الوانه ومكوناته، مع وصول الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت و «صاعقة» كلمة السر التي حملها معه، والتي لم تكن معراب وعين التينة بعيدتين عنها، وسط ذهول الكثيرين، ما خلف ضياعا وضع الجميع امام مفترق طرق جديد لا بد امامه من تحديد الخيارات وحسم القرارات.

فالانظار تتجه نحو التطورات السياسية التي قد تحمل مفاجآت غير متوقعة، وحتى اللحظة يبدو المشهد مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل غياب توافق واضح على اسم محدد، حيث تفضل غالبية الاطراف السياسية ابقاء خياراتها مفتوحة، داخل الجلسة نفسها، مما يرفع من احتمالية حدوث تقلبات في التحالفات وتغييرات في خارطة المرشحين، ما قد يجعل هذه الجلسة حاسمة في تحديد المسار المقبل، وسط ضغط متزايد لانهاء الفراغ الرئاسي الذي يلقي بظلاله على المستويات كافة.

هوكشتاين والرئاسة

فبينما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رسميا، الى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس 9 الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية، كان الضيف الاميركي، يستكمل زياراته الليلية، «بترويقة» في دارة النائب البيروتي فؤاد مخزومي، ضمت ممثلين عن معارضة ال 31 (القوات، الكتائب، كتلة تجدد، وكتلة تحالف التغيير)، كتلة اللقاء الديموقراطي، الاعتدال الوطني، اللقاء التشاوري النيابي الوطني، التيار الوطني الحر، وعدد من النواب الوسطيين. ووفقا لمصادر مشاركة، تم الحديث عن ملفين اساسيين: ملف وقف اطلاق النار، والملف الرئاسي، حيث ان «اموس» انتظر مداخلة النائب اديب عبد المسيح التي انهاها باعلان قراره بالتصويت لقائد الجيش، عندئذ أخذ هوكشتاين الكلام وادلى بمطالعة لعشر دقائق، اكد فيها انه ليس للولايات المتحدة الاميركية مرشح رئاسي، بل هي مستعدة للعمل مع اي مرشح يستوفي مجموعة من الشروط، لجهة اعتماده الشفافية والاصلاحات، مواجهته للفساد، التزامه تطبيق القرارات الدولية، وانفتاحه على المجتمعين العربي والدولي، كطريق امثل لاحداث تغيير جذري في السياسة اللبنانية التي اثبتت فشلها، وفي هيكلية الحكم التي تبدأ في رئاسة الجمهورية والحكومة، معتبرا ان تلك المواصفات تنطبق على عون وعلى غيره، على ما اشارت المعارضة.

معراب

كلام هوكشتاين، امام النواب، جاء بعد لقاء ليلي قاده الى معراب، حيث كان لافتا البيان الصادرعنها، والذي غيب الموضوع الرئاسي عن بيانها الرسمي حول المحادثات التي تناولت تحديدا القرار 1701، وإهداءه النائب جعجع كتاب النبي لجبران للذكرى، حيث ردت مصادر القوات اللبنانية، على التسريبات المتداولة منذ ايام، مؤكدة ان «الحكيم» مرتاح الى مسار الاتصالات الدولية، كاشفة ان الامير بن فرحان لم يمارس اي نوع من الضغوط بل ان الجلسة سادها نقاش عميق وصريح، تماما كما مع هوكشتاين، نافية كل ما يتردد عن زيارة قائد لمعراب، معيدة التاكيد على موقفها الواضح بانه في حال قرر الثنائي الشيعي وحلفاؤه تأييد ترشيح عون «فعندئذ لكل حادث حديث».

اجتماعات المعارضة

وبين الاجتماعات المعلنة، داخل البيت الواحد، وغير المعلنة، بين «الخصوم» عبر الوسطاء، المستمرة، للوصول الى حسم للمواقف، عقد اجتماع لمجموعة ال31 في مقر حزب «خط احمر»، في مكتب النائب وضاح الصادق، بعيد انتهاء «الفطور المخزومي»، حيث تم الاتفاق على ابقاء الاجتماعات مفتوحة دون تبني اي اسم حتى الساعة، وسط انقسام الاراء، على ان تعلن نتيجة المشاورات رسميا مساء اليوم، حيث توقفت مصادر مشاركة في الاجتماع عند وجود اكثر من اسم على طاولة المعارضة.

هذا الاجتماع كان سبقه لقاء عقد في مكتب النائب بدر يوم الاثنين، ضم تكتل التوافق الوطني، كتلة الاعتدال، كتلة لبنان الجديد، اللقاء التشاوري المستقل، اضافة الى نواب مستقلين، الذين اتفقوا على انه في حال عدم تأمين ال 60 صوتا لقائد الجيش، السير بمرشحهم الذي له الاولوية، رغم ان «المقاربة الموحدة» فيما بينهم لم تحسم الاسم .

عين التينة

في المقابل على الجانب الآخر، وبعد اجتماع عين التينة بين رئيس المجلس ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، بدت اجواء حزب الله اقل تحفظا، سواء مع تصريح النائب حسن فضل الله الذي طمأن الى ان الضغوط الدولية «لن تقدم ولن تؤخر» وصولا الى كلام النائب حسين الحاج حسن، الذي حسم شكل المعركة معتبرا ان لا رئيس الا ب65 صوتا، وذلك لا «يعتبر تهريبة»، وهو ما يعني عمليا سقوط خيار تعديل الدستور او الاتفاق على اسم العماد جوزاف عون، رغم انه رسميا وحتى الساعة لا يزال سليمان فرنجية المرشح الرسمي للحزب، والذي تردد انه سيسحب ترشيحه اما مساء الاربعاء او صباح الخميس، قبيل اعلان عين التينة عن مرشحيها.

وفي هذا الاطار كشفت مصادر متابعة عن راحة ملحوظة في عين التينة، وتلميح الى وجود مرشح سري، متفق عليه مع الاطراف الاساسية، كما مع الخارج من خارج الاسماء الاساسية، قد يشكل «ارنبه» مفاجأة جلسة الخميس، رغم التكتم الشديد حول اسمه.

جنبلاط

وكان اطل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ، مصرا على ترشيحه لقائد الجيش، محذرا من تأجيل الانتخابات لما بعد وصول الرئيس ترامب الى البيت الابيض، لان الامور عندئذ ستصبح خطرة، وهو ما قرأ فيه المتابعون اشارات مقلقة، قد تسقط كل الترشيحات الحالية، رغم اعتبار الكثيرين ان خطوة جنبلاط المعلنة فتحت الباب على «قسمة المجلس» الى «ثلاث ثلاثات»، ما يطرح السؤال الاساسي: كيف سيكون موقف كتلة اللقاء الديموقراطي في حال تعذر الوصول الى ال 86 صوتا، ولمصلحة اي مرشح ستصوت حينئذ؟ مع الاشارة الى ان الاطلالة بينت وجود اختلاف كبير في العلاقة مع حزب الله.

تغيير مزاج؟

في كل الاحوال تشير اوساط ديبلوماسية الى ان ثمة تغييرا واضحا في المزاج الاقليمي في ما خص الملف الرئاسي، نتج من المشاورات التي عقدت في الرياض، والتي نقل خلالها الوسيط الاميركي رسالة جازمة بان بلاده لن تدعم اي مرشح للرئاسة، الامر الذي ترك تاثيره في موقف الرياض، والذي ترجم في بيروت اتصالات اجراها السفير وليد البخاري «تحت الطاولة» مع عدد من النواب، بينت تغييرا في لهجة التفاوض، وختمت بان الموفد الرئاسي جان ايف لودريان سيحمل معه الى بيروت مبادرة سيسعى لتسويقها تتبنى اسما مقبولا من الثنائي الشيعي ويمكن ان يؤمن تقاطعا داخليا، اقليميا، ودوليا، رغم تشكيكها في نجاح هذا المسعى.

فهل تحسم الحركة الديبلوماسية عملية الانتخاب والاسم؟ المشهد لا يزال ضبابيا، اذ غالبية الكتل والقوى لم تحسم خياراتها بعد. اكيد ان لعبة «عض الاصابع» مستمرة الى ان يظهر»الارنب» الاوفر حظا عند الثنائي الشيعي.

المنشورات ذات الصلة