عاجل:

لبنان الاعلاميّون اللبنانيون "يتفوّقون" خلال العدوان الاسرائيلي

  • ٩

الاعلاميّون اللبنانيون "يتفوّقون" خلال العدوان الاسرائيلي


    في تحقيقٍ مُطوّل عن مُعاناة الصحافيين والمراسلين والمصوّرين خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان أعدّته الصحافية حلا ماضي، ونَشرته الوكالة الوطنية للاعلام، أشارت ماضي الى أنه لم يكن عام 2024 عامًا عاديًا على الإعلام اللبناني، بل كان استثنائيًا بشكل خاص على المراسلين والمصوّرين الصحفيين الذين وضعوا خوَذهم على رؤوسهم وارتدوا دروعهم وجنّدوا أنفسهم لنقل الحقيقة خبرًا وصورة  في أصعب وأقسى عدوان شَنّه العدو الإسرائيلي على لبنان منذ شهر أيلول الماضي حتى أواخر شهر تشرين الثاني من العام الحالي.

    فماذا يقول مراسلو عدد من الوسائل الإعلامية في لبنان لـ"الوكالة الوطنية للإعلام" عن تجاربهم المهنية وتغطياتهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على هذا الوطن ؟

    ساسين

    تحدّث الإعلامي ادمون ساسين من تلفزيون "lbc" فقال: "...هذه الحرب هي أطول وأشد  ازمة مستمرة قمنا بتغطيتها... وبالفعل أثبتت هذه الحرب أنه لا يوجد  أي قصة أو حرب تستأهِل حياة الزملاء الصحافيين الذين كانوا  يغطّون عملياتها اليومية، واستشهد عدد منهم  أمام أعيننا... ولقد تأذّينا نفسيًّا لدى مشاهدتنا الجثث والاشلاء والدمار والخراب والمآسي... ومن المَفروض ان تنسحب الفرق الإعلامية من أرض الميدان عند حصول استهدافات، وواجباتها البقاء لتحمي نفسها وتوثّق الاعتداءات والجرائم، وتعرف انّ فرَقها بحاجة الى تدريب دوري...".  

    فرحات

     وأشار الإعلامي محمد  فرحات من تلفزيون "الجديد" الى انّ "المشاهدات خلال تلك الحرب كانت مؤلمة وبشعة، لا سيما أننا منذ الايام الأولى وَدّعنا زملاء واصدقاء لنا، بدءًا من الزميل  عصام عبدالله، وصولًا الى استشهاد الزملاء فرح عمر وربيع المعماري، وانتهاءً باستهدافنا في منطقة حاصبيا... لقد كانت تجربتي  خلال الحرب موفّقة نسبيًّا، واعتبر انني نجحت على الصعيد المهني... ولقد انتشلتُ ثلاثة شهداء من زملائي. لم أخف ولم أتوقف عن التغطية، وكنت اتطلّع دائمًا الى الامام...".

    باسيل

    واعتبرت الإعلامية زينة باسيل، من تلفزيونMtv ، انّ "الحرب كانت مفاجئة لنا، خاصة أننا ومنذ فترة لم ندخل في نزاعات ولم نكن جزءا منها... وعندما بدأ استهداف الصحافيين بشكل مباشر ومع استشهاد المصور عصام عبدالله بدأنا فعلًا نشعر بالخوف، وان اسرائيل لا تميّز بين  شخص مدني وآخر عسكري. عندها، انسحبنا من الجنوب كما هو حال عدد من التلفزيونات المحلية... كانت مشاهد التغطية الميدانية مؤسفة، خاصة عندما كنا نستمع الى قصص الناس، وكنا نشعر بحزن شديد... لقد كان وَقع تلك الحرب على الصحافيين تعبًا جسديًّا ونفسيًّا، ربما  أكثر من الخطر  المباشر...".

    ضاهر 

    ويروي الإعلامي رامي ضاهر، من "تلفزيون  لبنان" ومراسل اذاعة "صوت الشعب"، تجربته فيقول: "كنا نتوجه يوميًّا الى المناطق والخطر يحيط بنا في كل لحظة... واستشهاد الزملاء زادَنا قوة وعزمًا... علمًا أنه على الرغم من كل التحولات في المنطقة  فإنّ الاعلاميين والصحافيين يدفعون الأثمان الغالية، إن كان بناء على مواقفهم أو على طبيعة حياتهم".

    فقيه

    وأوضح الإعلامي حسن فقيه من تلفزيون  Nbn: "عندما كنت أعلم باستشهاد أو إصابة أحد الزملاء كنت أحزن جدًا، ولكني لم أخف... كنت أقوم بواجبي المهني، وأحاول الوقوف في أماكن من الممكن ان  تكون آمنة  أكثر من غيرها... رَصَدنا عودة الناس ورافقناها، وكنا نحاول أن نكون صوتهم في وجه العدو الإسرائيلي...".

    صباغ

    بدوره، لفت مراسل "الميادين" عباس صباغ الى انّ "التغطية الصحفية خلال العدوان الأخير على لبنان مختلفة بطبيعة الحال عمّا شهدناه من حروب، سواء أكانت في لبنان أو خارجه...".

    ويذكر صباغ يوم الثالث عشر من شهر أيلول من عام 2023 حيث كان متواجدًا  بين الضهيرة وعلما الشعب، حين كان القصف شديدًا، وهو اليوم الذي استشهد فيه المصور عصام عبدالله وأصيب عدد من الزملاء. حينها، بدأ الخطر الجدي على الصحفيين، فتَبادَر الى أذهاننا هذا السؤال: هل يجب ان نتراجع!! لكننا أكملنا التغطية إلى ان استشهد زميلنا ربيع المعماري وزميلتنا العزيزة فرح عمر والشاب حسين عقيل في شهر تشرين الثاني، وهذا ما أحدثَ لنا صدمة بطبيعة الحال"

    ولا ينسى صباغ شعوره عندما عرف أنّه "كان يقف، لِنَقل رسالته، على جثث الشهداء من أطفال ونساء ورجال، ولم يعرف حينها أنها كانت موجودة تحت الركام".

    المكاري

    واعتبر وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال المهندس زياد المكاري انّ "الجسم الإعلامي في لبنان تصرّف بكثير من الإحتراف خلال تغطيته الحرب، على رغم الإمكانيات الضئيلة التي كانت معه، والوحشية التي قام بها العدو الإسرائيلي ضد الصحافيين وعلى لبنان بشكل عام".

    أضاف: "نحن كوزارة إعلام قمنا بكل ما يجب علينا مع الهيئات الاممية والدولية، وراسلنا من يجب أن نراسله وخاصة في موضوع المصوّر عصام عبدالله، الذي كان اغتياله جريمة واضحة...".

    وقال: "ومع استمرار اسرائيل بملاحقة الإعلاميين وقتلهم، سواء في غزة أو في لبنان، ماذا يمكن القيام به خصوصًا انها لم ولن تلتزم بأي اتفاقية أو معاهدة دولية تحمي وتفرض حماية الصحافيين؟!  

    واعتبر انّ "الصحافة في لبنان أثبتت احترافها، وانّ الجسم الإعلامي في لبنان يستطيع العمل في أحلَك الظروف وأصعبها بالرغم من كل التحديات ووحشية الحرب والامكانيات الضئيلة...".

    المنشورات ذات الصلة