عاجل:

واشنطن: على حلفائنا التحرّك لقلب التوازنات السياسيّة في لبنان

  • ٢٣

كتب ميشال نصر في جريدة الديار:

في وقت تستمر «اسرائيل» في ضربها الاراضي اللبنانية من العاصمة الى الجنوب والبقاع والجبل، وفي انتظار الترجمة العملية لكلام نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ما اذا كان يتحدث عن وقف النار في لبنان فقط، ام باستمرار ربط المسار مع غزة، بعدما لفحت البيان الثلاثي مواقف وزير خارجية ايران عباس عراقجي ولقيت ردا من «بيك» المختارة، بقيت المعارضة على مواقفها رافضة بدورها لسلاح حزب الله داخل الدولة، مستمرة في حركة لقاءاتها واتصالاتها الهادفة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي، على وقع مواقف اميركية لافتة و "نافرة».

مصادر في الخارجية الاميركية اشارت الى ان المطلوب اليوم لبنانيا احداث تغيير في التوازنات السياسية الداخلية، ذلك ان اي تغيير في الواقع الميداني جنوبا، سواء عبر دخول عسكري ام تطبيق للقرار 1701، لن يكون ذات قيمة ما لم يتغير الوضع السياسي، واهم تجليات هذا التغيير هو في المؤسسات الدستورية، وتحديدا الحكومة تركيبة وبيانا وزاريا، وهو امر بدا واضحا في دعوة واشنطن القوى اللبنانية الى «اغتنام الفرصة» لاحداث التغيير.

وهنا، لا بد من التنويه الى ان الولايات المتحدة الاميركية، اعادت تكرار سيناريو ما بعد تفجير المرفا، اذ علم ان المساعدة التي اقرتها الحكومة الاميركية استجابة لحاجات لبنان الطارئة، لن تكون من خلال مؤسسات الدولة، كما يحصل مع باقي الدول، انما سيتم صرفها عبر المنظمات الاممية والجمعيات المحلية والشركاء، والاخطر على ان يعود لها تحديد القطاع الذي يشكل الاولوية من وجهة نظرها.

وفي هذا الاطار، اكدت المصادر في ما خص الملف الرئاسي ان «اختيار الرئيس العتيد يعود لحلفائها اللبنانيين، فزمن فرض حزب الله لارادته انتهى» بحسب المصادر الاميركية، متابعة بان «جهاد ازعور شخصية يمكن لواشنطن التعامل معها من اجل مستقبل لبنان، الا انه يتعين على اي شخص في حال فاز في الانتخابات الرئاسية، ان يكون له موقف واضح من الحزب»، كاشفة ان واشنطن «ترغب في رؤية حل ديبلوماسي للقتال في جنوب لبنان، لكنها تؤيد ما تعتبره حق «تل ابيب» في ضرب بنية حزب الله».

المصادر التي توقعت أسابيع صعبة مفتوحة على كل الاحتمالات، بما فيها وصولا إلى استعمال أسلحة غير تقليدية واغتيالات على مستوى القادة وزعماء دول في المنطقة، جزمت بان الحرب الحالية لن تتوقف قبل حصول تغيير جذري في التوازنات والمعادلات، عبر القضاء على ما تسميه أذرع إيران في المنطقة، فهي تخاض بتفويض اطلسي لـ «تل ابيب» بالتنفيذ من دون رادع أقله من تحت الطاولة، اما من فوقها «مسرحيات» عن مفاوضات تهدئة ووقف إطلاق النار، وهي امور لم تعد تجدي نفعا ويجب عدم التوقف عندها.

وختمت المصادر بالتأكيد على ان الرهان على نتائج الانتخابات الاميركية، كعامل مؤثر في مسار الحرب هو في غير محله، فقرار «الدولة العميقة» في الولايات المتحدة الاميركية متخذ ولا رجوع عنه مهما بلغت التكلفة، حتى وان استدعى في مرحلة لاحقة تدخلا اميركيا – اطلسيا مباشرا، وهو المرجح بعد استلام الرئيس الجديد لمهامه، وهو ما فتح الباب امام الحديث عن ملامح مقايضة اميركية – «اسرائيلية»، عنوانها تخفيف «تل ابيب» ردها على الهجوم الصاروخي الايراني ودوزنته بما يجنب حربا اقليمية شاملة، مقابل التسليم لـ «تل ابيب» بالاستمرار في حربها على حزب الله.

المنشورات ذات الصلة