إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
منذ ما يقرب من عام حتى الآن ظل خطر اندلاع حريق إقليمي واسع النطاق يخيم بظلاله على تصاعد أعداد القتلى في غزة. وقد حدث التصعيد بين إسرائيل وحزب الله الذي كان يُخشى منه منذ البداية.
يقول الجيش الإسرائيلي إنه "لا يبحث عن حروب" ولكن مع سقوط أكثر من 550 قتيل بالفعل في الغارات الإسرائيلية على أهداف مزعومة لحزب الله في لبنان فماذا ندعو ما يحصل الآن إن لم يكن حرباً ؟
في افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم "لا يستطيع أن يتحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى". وحتى لو كانت إسرائيل قد قصدت أن يكون هجوم هذا الأسبوع بديلاً عن الغزو البري وليس تمهيداً له فإنها لا تستطيع التنبؤ بالعواقب.
فما فعلته حماس في 7 تشرين الأول وقصف حزب الله الذي أعقبها مباشرة ضمِن أن العديد من الإسرائيليين لم يعد بإمكانهم التفكير في العيش في ظل وجود حزب الله حيث فر عشرات الآلاف من منازلهم في الشمال تماماً كما فرّ عشرات الآلاف من الأشخاص من جنوب لبنان مع اشتداد الاشتباكات عبر الحدود. وتزايدت الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية لصدّ المسلحين إلى شمال نهر الليطاني في لبنان والسماح لمواطنيها بالعودة إلى ديارهم.
لم يغيّر جو بايدن الذي أصبح الآن رئيساً أعرج رأي نتنياهو فقد جاءت الهجمات القاتلة على أجهزة اتصالات حزب الله بعد أيام من اجتماع مسؤولين أمريكيين مع نتنياهو لمحاولة ثنيه عن المزيد من التصعيد.
لا يريد حزب الله ولا إيران حرباً شاملة مع إسرائيل فأولوية الحزب هي البقاء على قيد الحياة لكن الاعتقاد بأن إسرائيل قادرة على وقف التصعيد من خلال التصعيد يتجاهل حقيقة أن مثل هذه الهجمات لها زخمها الخاص. ويبدو أن إسرائيل تستهدف مواقع تعتقد أنها مخازن أسلحة وفي مرحلة ما قد يستنتج قادة حزب الله أنهم يخاطرون بفقدان أسلحتهم على أي حال إذا لم يستخدموها كما أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية يمكن أن تنهزم جزئياً والاجتياح البري للبنان سيكون محفوفاً بالمخاطر في الوقت الذي لا تزال فيه القوات الإسرائيلية تقاتل في غزة وتزيد من غاراتها في الضفة الغربية.
لقد قامت جميع الأطراف بدراسة تحركاتها بدقة ومع ذلك فإن الانزلاق يتسارع نحو صراع أكبر قد يجر إيران والولايات المتحدة إليه.
إن الإذلال الذي تعرض له حزب الله والضرر الذي لحق به من خلال اختراق أجهزته وقتل قادته جعل من الصعب على الحزب التراجع دون تدمير مصداقيته وهو الذي جعل من وقف إطلاق النار في غزة شرطاً غير قابل للتفاوض لوقف هجماته.
وطالما أنه لا يوجد اتفاق في غزة فلا يمكن أن يكون هناك حل في الشمال وهذا قد يناسب نتنياهو ولكنه يهدد بعواقب وخيمة على المدنيين على جانبي الحدود وعلى المنطقة ككل.