عاجل:

عالم جديد يتمحور حول الشرق، على حساب العالم الذي يتمحور حول الغرب.. حلفاء روسيا اكثر قوة؟!

  • ١٠٠

لا يبدو ان اسرائيل قادرة بعد على هضم الهزيمة المعنوية والامنية، وهي ماضية في حفلة الجنون التي لم تربح فيها حتى اليوم عبر قتل المواطنين وارتكاب المجازر، وتدمير مساحات من الاحياء والآلاف من المنازل والمستشفيات والبنى التحتية. الاجرام الممنهج العبثي الذي تمارسه في كل لحظة حصد لاسرائيل انقلابا للرأي العام العالمي. ولعل الدعوى التي قدمتها جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية ضدها بتهمة ارتاكب ابادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة شكلت انعطافا هاما في واقع هذا الاحتلال، وسابقة لم يعهدها الكيان منذ تأسيسه.  سياسة اللاعقلانية والعشوائية في القرارات تدفع برئيس حكومة الحرب المصغرة بن يمين نتانياهو الى الاستمرار بالقول إن "إسرائيل ستواصل حربها ضد قطاع غزة حتى النصر الساحق وتحقيق الأهداف،ومحكمة العدل الدولية في لاهاي لن توقف الحرب، وقد سمعت المحللين في الاستديوهات يقولون إن الانتصار غير ممكن، طبعًا هو ممكن كما أنه ضروري وسنفعل ذلك، نحن على طريق النصر. ولن نرضى بأقل من النصر الكامل، ولن نتوقف حتى النصر لأنه ليس أمامنا خيار آخر". كلام نتانياهو والدعوى التي رفعت ضد اسرائيل لاقت قراءة واقعية لدى المحللين والصحافة الاسرائيلية. فاعتبر البروفيسور مردخاي كرمنيتسر في هآرتس ان" ثمة أهمية لإدراك أن مسافة قصيرة وحسب تفصل بيننا وبين الاتهام بإبادة جماعية أو جرائم أخرى ضد البشرية وهذه المسافة ستبقى قصيرة، وتدخلنا إلى منطقة خطر شديد. ولو استجابت إسرائيل لأقوال الوزراء المنفلتين وشددت الحزام الخانق حول عنق جميع الغزيين لدرجة التجويع والموت، لوقفت ضدنا في لاهاي دول كثيرة ملتزمة بمنع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها. والفضل بذلك يعود إلى الولايات المتحدة بإلزامها حكومة نتنياهو على السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع".  وفيما يؤكد خبراء بأن "لا أحد في القيادة يطالب بوقف التحريض على العنصرية، ما يؤكد على العفن الأخلاقي المتواصل منذ فترة طويلة"، ينقل موقع "واللا" الإلكتروني عن أربعة مسؤولين أميركيين أن "بايدن ومسؤولين آخرين يشعرون بإحباط يتزايد بسبب أداء نتنياهو ورفضه، في الفترة الأخيرة، كافة الطلبات الأميركية تقريبا المتعلقة بالحرب على غزة والوضع في الضفة الغربية. وبايدن يفقد صبره تجاه نتنياهو، والوضع سيء ونحن عالقون، وصبر الرئيس أخذ ينفذ".  حرب اسرائيل على غزة غيرت في الحسابات والموازين الاقليمية والدولية وما بعد هذه الحرب واقع ومسار وعالم مختلف. يقول الكاتب يوري مواشيف بأن " ثمة تحالفان تَشكّلا، عمليًا، بمشاركة لاعبين كبار حلفاء لروسيا في الشرق. أحدهما يمثله المشاركون في مشروع "طريق الحرير- 2" المتحالف مع روسيا؛ والآخر، المشاركون في طريق "الهند ـ الشرق الأوسط ـ أوروبا. الأول، يبدو أكثر قوة وأكمل صيغة من الثاني. وليس عبثًا أن علقت السعودية والإمارات اتصالاتهما مع إسرائيل وسط تفاقم الوضع في قطاع غزة.  ويشير مواشيف "لقد نشأت عدة اتجاهات مهمة أدت إلى ظهور عالم جديد يتمحور حول الشرق، على حساب العالم الذي يتمحور حول الغرب. وتلقى الأخيرة ضربة قوية، يشن الحوثيون هجمات على أسطول الناقلات والحاويات التابع للشركات الأوروبية. ويشار هنا إلى أن الحوثيين اختاروا عدم المساس بالأسطول الروسي. وربما يعود ذلك إلى أن روسيا تتعاون بشكل وثيق مع إيران".  الاستعراض الاميركي ـ البريطاني تجاه اليمن لن يعطي اي نتيجة وهو ما يوضحه جيمس هولمز في ناشيونال إنترست حين ينقل عن الأدميرال جي سي وايلي، مؤلف كتاب "الاستراتيجية العسكرية نظرية عامة للتحكم في القوة" تشكيكه بأن "الهجوم الجوي الصاروخي ضد الحوثيين سيحقق أي نتائج حاسمة في ردعهم، وإن الرجل الموجود في مكان الحادث والذي يحمل مسدسًا هو في النهاية حكم النصر؛ الجندي الذي يحمل قوة نيران متفوقة يحدد من سيفوز. فالحوثيون على ما يبدو غير مبالين بحسابات التكلفة، وغير قابلين للردع لأنهم أصحاب إيديولوجيا".   

المنشورات ذات الصلة