حلب ـ خالد زنكلو
وسعت السلطات التركية إجراءاتها العقابية ضد ميليشياتها التي حالت دون افتتاح منفذ أبو الزندين، الذي يصل مناطق احتلالها في مدينة الباب بمناطق الدولة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي.
وأوضحت مصادر أهلية في مدينة الباب أن سلطات أنقرة قطعت أمس الإنترنت عن مدينة الباب، التي يقع «أبو الزندين» إلى الغرب منها، رداً على ممارسات ميليشياتها التي تسمى «الجيش الوطني» والتي أقامت خيمة اعتصام بالقرب من مدخل المنفذ ومنعت مرور الشاحنات التجارية إليه لمنع انتقالها إلى مناطق الحكومة السورية، بعدما عمدت الميليشيات إلى إطلاق قذائف هاون باتجاه المنفذ التجاري.
وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن قطع الإنترنت يستهدف منع تواصل المحتجين في خيمة الاعتصام، وجلّهم من مسلحي الميليشيات التي ستتضرر من وضع المنفذ في الخدمة جراء إغلاق منافذ التهريب غير الشرعية، مع متزعميهم وباقي الميليشيات التي تستقدم مسلحيها من بلدات ومدن ريف حلب الشمالي إلى الباب للمشاركة في الاحتجاجات الرافضة لفتح المنفذ.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوة من أنقرة جاءت في اليوم العاشر من إغلاق المنفـذ، وبعد 3 أيام من قطع الكهرباء عن مدينة الباب وخيمة الاعتصام وفرض تضييق أمني داخل المدينة وعند مدخلها من ميليشيا «السلطان مراد» الموالية للإدارة التركية «والشرطة العسكرية» التي تنفذ أوامرها وتتبع لما يدعى «الحكومة المؤقتة المعارضة»، وهما مسؤولتان على حماية المنفذ.
وتوقعت استمرار الإجراءات التي تضيق على المحتجين والميليشيات المناوئة لأنقرة في قرار افتتاح «أبو الزندين»، والذي جاء ثمرة لـ«تفاهمات» إدارة أردوغان مع موسكو، مع أن أنقرة لا تزال تلتزم الصمت إزاء ما يحدث من تعديات على المنفذ وعلى إرادتها بافتتاحه إذا كانت جادة في ذلك، على الرغم من استقدام تعزيزات لجيش الاحتلال التركي إلى حرمه ومحيطه من دون إعادة الكرّة لوضع المنفذ في الخدمة، على الرغم مما سببه من حرج لأنقرة أمام موسكو.
وتم وضع «أبو الزندين» في الخدمة منتصف 2019 كمنفذ تجاري وإنساني إلا أنه ما لبث أن أغلق في آذار 2020 بسبب جائحة «كورونا»، ولم تنجح محاولة وضعه في الخدمة مجدداً في نهاية حزيران الماضي نتيجة الاحتجاجات التي خرجت ضد هذا الإجراء، وما لبث أن تعرض لقذائف الهاون من ميليشيات أنقرة في اليوم الثاني والثالث من افتتاحه رسمياً في 18 الشهر الجاري، ومنع المحتجون في خيمة الاعتصام مرور السيارات إلى داخله بعدئذ.