كتبت "الديار" تقول: في اليوم 322 من العدوان الاسرائيلي على غزة والقتال العنيف بين “حركة ح” والجيش «الاسرائيلي»، لا تزال المفاوضات بشأن غزة عالقة بسبب الخلاف على مَن سيُسيطر على حركة وتنقل الناس والبضائع في الجزء الشمالي من القطاع، وايضا حول ممر «فيلادلفيا» التي تعارض مصر بشدة استمرار نشر قوات الجيش «الإسرائيلي» على طول المعبر، ما ادى الى انعقاد اجتماع في القاهرة اول من امس بين المسؤولين المصريين و»الاسرائيليين»، لتقليص الفجوات بينهما، الا ان مصر طالبت بضمانات اميركية لعدم عودة «اسرائيل» الى معبر «فيلادلفيا».
وكشف ديبلوماسي مصري رفيع المستوى للديار ان القاهرة حذرت «تل ابيب» من الذهاب الى الحرب الكبرى، معتبرة ان الانفجار الكبير في المنطقة سيقضي على معاهدات السلام.
في غضون ذلك، تقترب المنطقة اكثر فاكثر من اندلاع حرب كبرى اقليمية، مع تعنت رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو بسياسته الجنونية في جر المنطقة الى حرب كبرى، وسعيه لافشال مفاوضات الدوحة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الاسرى، دون ان يستمع لآراء رؤساء اجهزته الامنية او لمطالب اهالي الاسرى «الاسرائيليين».
وفي هذا النطاق، ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية ان الحرب في غزة تقترب من مفترق طرق حاسم، واشارت ان هناك اتجاهين لا ثالث لهما نتيجة قيادة بنيامين نتيناهو لـ «اسرائيل»: الاتجاه الاول يكمن بالتوصل الى صفقة رهائن صعبة ومُرهقة ستشمل أيضا وقف إطلاق النار، في حين ان الاتجاه الثاني هو احتمال نشوب حرب طويلة قد تتطور إلى صراع إقليمي أوسع. وتابعت الصحيفة العبرية ان نتنياهو حقق انجازات داخلية: اولها طمس ذكرى السابع من تشرين الاول – اكتوبر، اضافة الى تحويل قضية الرهائن إلى مسألة سياسية، الى جانب إقناع مؤيديه بأن السيطرة على الطرق الرئيسية في غزة ذات أهمية حيوية «لإسرائيل»، حتى لو كان ذلك يشكل خطرا على أرواح المزيد من الرهائن.
كما جاء ايضا في صحيفة «هآرتس» العبرية مقال بعنوان «نتنياهو ليس تشرشل وسوف يُذكر بأنه أسوأ رئيس وزراء «لإسرائيل». ويقول الكاتب ان شروط نتنياهو التي تعرقل الجهود للوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار في غزة وتبادل الاسرى، اي بمعنى آخر تحرير الاسرى «الاسرائيليين» المحتجزين لدى “حركة ح”، والذي يظهر انه من الصعب تحقيقه ،بما ان هذا الامر ليس من اولوية نتنياهو، وهو لا يعير اهتماما لعودة الاسرى المحتجزين لدى “حركة ح” لاهلهم، بل لديه اهداف اخرى وهي احتلال غزة.
مُحادثات القاهرة: «اسرائيل» سلّمت مصر خرائط انتشار جيشها في غزة للمرحلة 1
الى ذلك، نقل موقع «إكسيوس» الاميركي عن مسؤول «إسرائيلي» رفيع أن «إسرائيل قدمت لمصر خرائط توضح انتشار الجيش «الإسرائيلي» في قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من صفقة الرهائن، بما في ذلك على طول ممر «فيلادلفيا». وأشار المسؤول إلى أنه تم إحراز تقدم مع المصريين، الذين من المتوقع أن يقدموا الخرائط «الإسرائيلية» ل”حركة ح” اليوم، للحصول على رد الحركة..
ومن المتوقع أن تعقد قمة يوم الأحد في القاهرة بمشاركة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومسؤولين كبار من «إسرائيل» ومصر.
وتابع المسؤول «الاسرائيلي» إن دولته تأمل أن تستجيب “حركة ح” للخرائط «الإسرائيلية»، وتوافق على الانضمام إلى المفاوضات يوم الأحد، حتى يتمكن الوسطاء من إجراء محادثات تقريبية بين الأطراف في الوقت الحقيقي والتقدم نحو التوصل إلى اتفاق.
قلق «إسرائيلي» من تسلل مُحتمل لقوات الحزب شمالاً
بموازاة ذلك، يحتدم القتال بين الحزب والعدو الاسرائيلي، دون ان ننسى ان الثأر قادم من الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في بيروت، وكذلك انتقام ايران لاغتيال المسؤول السياسي لحركة ح اسماعيل هنية في طهران.
وهنا افادت مصادر اعلامية «اسرائيلية» انه من المتوقع ان يسبق الرد الايراني رد الحزب ضد «اسرائيل»، في ظل قلق يسود الاجهزة الامنية «الاسرائيلية» من تسلل محتمل لمقاتلي الحزب داخل شمال «اسرائيل»، وعودة «الاستشهاديين» في الحزب الى الواجهة في قتالهم ضد جيش الاحتلال.
وفي هذا السياق، قال مصدر عسكري «إسرائيلي» رفيع للصحافي «الاسرائيلي» بن كاسبيت أن الحرب في لبنان «قريبة جدا مع استمرار هجمات الحزب، وتعثر المحادثات بشأن غزة، وتردد يحيى السنوار». وأضاف: «هذا الوضع على الحدود لن يستمر لفترة أطول.»
مُستشار الامن القومي الاميركي : دقت «ساعة الحل» في الشرق
بدوره، قال المستشار الامن القومي في البيت الابيض جاك سوليفان لقناة «فوكس نيوز»، ان اميركا ارجأت الحل في الشرق الاوسط، ولكن الآن دقت «ساعة الحل» في هذه المنطقة.
تقارير استخباراتية اميركية: اي حرب «إسرائيلية» على لبنان لن تصبّ لمصلحتها
وتعقيبا على هذه الاجواء المتوترة في جنوب لبنان وشمال «اسرائيل»، قالت اوساط مطلعة للديار ان واشنطن ترتكز مؤخرا على السبل الديبلوماسية للتهدئة ومنع الحرب الاقليمية، الا انها في الوقت ذاته اوعزت لوزير الدفاع «الاسرائيلي» يؤاف غالانت بعدم شن اي ضربة خارجية تؤدي الى تفجير المنطقة.
وتابعت هذه الاوساط ان اميركا بارسالها قوة هائلة الى الشرق الاوسط، تريد منع دخول المنطقة في صراع اقليمي، فضلا ان اميركا لا تعتبر معركة الشرق الاوسط معركتها، اضافة الى ان كل تقارير استخبارات البنتاغون والاستخبارات المركزية الاميركية تفيد بان الجيش «الاسرائيلي» غير قادر على شن حرب الآن سواء على لبنان او على اي بلد اخر.
وقصارى القول هو ان واشنطن ابلغت الحكومة «الاسرائيلية» ان اي هجوم موسع على لبنان لن يكون في مصلحة الدولة العبرية.
نتنياهو يستعجل التفجير… وغالانت يتريث
ورغم التحذير الاميركي بان «اسرائيل» ليست في احسن احوالها لشن حرب على لبنان، كشفت الاوساط المطلعة للديار ان نتنياهو يستعجل تفجير المنطقة، في حين غالانت يتريث حيال اي ضربة عسكرية كبيرة النطاق ضد الحزب ولبنان.
وهذا الخلاف الداخلي «الاسرائيلي» يعكس وجهتي نظر في الداخل الاميركي، بيد ان ادارة بايدن لا تريد توسيع الحرب بل تخفيف حدة المواجهة بين كل الاقطاب المتصارعة، بينما المرشح الرئاسي دونالد ترامب قال لرئيس الاركان «الاسرائيلي»: «لا توقفوا النار».
خسائر «اسرائيل» في مُواجهة الحزب
الى ذلك، كشف موقع «وللا» العبري أن 1091 صاروخا أُطلقت من لبنان باتجاه «إسرائيل» الشهر الماضي، بارتفاع يعادل 3 أضعاف مقارنة بمطلع هذا العام. وأشار الموقع الى احتراق 180 ألف دونم من الأراضي في شمال «إسرائيل» (فلسطين المحتلة) منذ بداية المواجهة مع الحزب، لافتا إلى أن نحو 4400 دعوى تعويض عن الأضرار الناجمة في البلدات المتاخمة للحدود مع لبنان قدمت حتى هذا التاريخ. وحول الخسائر التي تكبدها القطاع السياحي في شمال «إسرائيل»، نشر الموقع أنها تتجاوز مليارا و150 ألف شيكل (حوالي 270 مليون دولار)، بينما الخسائر المباشرة تصل إلى مليار و600 ألف شيكل.
بدورها، اشارت قناة 12 «الاسرائيلية» الى ان مساحة الحرائق التي اندلعت في الجليل والجولان المحتل وصلت الى 189 كيلومترا مربعا، فضلا انها وقعت في 790 موقعا في المناطق المذكروة، نتيجة صواريخ وقذائف الحزب لشمال «اسرائيل» والجولان منذ عشرة اشهر. واضافت القناة ان هذه المناطق تعرضت لما لا يقل عن 6500 قذيفة صاروخية أُطلقت من جنوب لبنان.