كتب داود رمال في جريدة "الانباء" الكويتية:
عنوانان بارزان في زيارة الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان، وآخر بقي خارج الاعلان والاعلام، وربما يكون هو السبب الجوهري لقدوم هوكشتاين.
وكما العادة كان اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري هو المحور الأساسي بما تضمنه من نقاش وتبادل افكار.
وكشف مصدر لبناني واسع الاطلاع لـ «الأنباء» عن العنوانين الأساسيين وعن الطرح الذي بقي حبيس الجدران، قائلا: «تمحور الحديث في لقاءات هوكشتاين وتحديدا مع بري على نقطة مركزية وهي ان مفاوضات الدوحة للبحث في الآليات التنفيذية لخطة الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والتي تحولت إلى قرار صدر عن مجلس الامن، قد تكون الفرصة المتاحة الاخيرة قبل الانفجار الكبير. أي ان تطور مفاوضات الدوحة ايجابا يعني تراجع أسباب نشوب الحرب، وإعادة النظر من قبل ايران وحزب الله في مسألة الرد على اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر».
وأضاف المصدر: «العنوان الثاني يتضمن التهديد العالي السقف، وان بأسلوب مغلف بالديبلوماسية، تمثل في جواب هوكشتاين على استفسار رئيس مجلس النواب عن سبب حشد البوارج الاميركية في البحر الابيض المتوسط، وأجاب الموفد الرئاسي الاميركي بجملة مقتضبة انما بمضامين كثيفة عندما قال: نتمنى الا نستخدمها. وهو بذلك يعلن صراحة ان الولايات المتحدة الاميركية ستخوض الحرب مع إسرائيل في حال تطورت الأمور إلى حرب واسعة، واضعا الكرة في ملعب حزب الله انطلاقا من ذهابه إلى الرد على اغتيال فؤاد شكر أم صرف النظر عن الرد».
أما الهدف الأساسي من الزيارة والذي جرى التداول به من دون التصريح عنه، فيكشف المصدر عن انه تمثل في «استكشاف إمكانية ان يكون لبنان جزءا من مفاوضات الدوحة في حال تطورت ايجابا، اي ان يستعد لبنان عبر تشكيل وفد سياسي وأمني، ليكون حاضرا في الشق المتعلق باليوم التالي للهدوء على الجبهة اللبنانية. صحيح ان الجواب اللبناني معروف وهو العودة إلى القرار 1701، انما الأصح ان هذا القرار يحتاج إلى تطوير بالانتقال من وقف الأعمال العدائية إلى مرحلة وقف مستدام لإطلاق النار، والتي على ضوئها يبدأ البحث في استكمال التفاوض على تثبيت الحدود البرية وفق خرائط العام 1923 واتفاقية الهدنة عام 1949».
وأمل المصدر «في نجاح الضغوط المتعددة الاطراف للوصول إلى اتفاق في اجتماعات الدوحة، علما انه لا يمكن الرهان على انصياع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للضغوط الغربية، اذ من غير المستبعد ان يلجأ إلى تفجير المفاوضات من خلال عمل عسكري أو أمني من خارج التوقعات».