بعض ما جاء في مانشيت البناء:
بينما ترجم سلاح جو الاحتلال بغارات استهدفت المباني السكنية وعناوين إعلامية وصحية وبلغت منتصف الليل اثنتي عشرة غارة، مضمون كلام وزير حرب كيان الاحتلال الذي قاله بحضور وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن مواصلة ما وصفه بملاحقة حزب الله، والمقصود هو تصعيد العدوان على لبنان، حتى إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وضمان عودة آمنة لمهجري مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، كان النصف الأهم من كلام غالانت هو الجديد، وهو النصف الذي قال فيه إن هذه الملاحقة حتى تحقيق الأهداف سوف تستمرّ بدون العملية البرية، مستخدماً تعبيراً لافتاً، «حتى بعد انتهاء العملية البرية سوف تستمر ملاحقة حزب الله حتى إبعاده إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال».
بما يؤكد بدء النقاش داخل القيادتين السياسية والعسكرية حول النتائج الكارثية للعملية البرية على جيش الاحتلال، وسقوط الرهان على انهيار المقاومة بعد الضربات التي تلقتها، والكلام عن إنهاء العملية البرية دون تحقيق الهدف المحدد بإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال، وإعادة طرحه هدفاً قابلاً للتحقيق بالضربات الجوية فقط، رغم فشل هذا الرهان من قبل، يطرح سؤالاً حول استمرار الحرب كلها، بحيث يبدو هذا الاستمرار بعيداً عن أي رهانات واقعية بمقدار ما هو تعبير عن مأزق إنهاء الحرب دون صورة نصر ودون مكاسب سياسيّة قالت زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان أنها غير ممكنة، وأنها تصطدم برفض لبناني صلب من جهة، وصمود ثابت ومقتدر للمقاومة من جهة موازية.