كتب علاء حلبي في جريدة الأخبار:
مرة أخرى، استيقظ سكان اللاذقية على أصوات انفجارات عنيفة هزّت المدينة، قبل أن يتبين أنها ناجمة عن اعتداء إسرائيلي جديد تسبّب بحريق استمرت عمليات إطفائه لساعات عديدة.
ويأتي هذا في وقت تتابع فيه سوريا استقبال الوافدين من لبنان (من سوريين ولبنانيين) عبر جميع المعابر المتاحة، والتي تعرّض بعضها لقصف إسرائيلي، وذلك بالرغم من فداحة الأزمة التي تسببت بها الحرب المندلعة في سوريا منذ عام 2011، وما رافقها من عقوبات أميركية وأوروبية، ضاعفت الضغوط الاقتصادية والإنسانية على سوريا.
ويُعتبر العدوان على اللاذقية، الثاني من نوعه الذي يستهدف المحافظة، بعد الأول الذي استهدف جبلة في الثالث من الشهر الحالي، وطاول مستودعاً في مدخل المدينة الشرقي، وتسبب، وفق وزارة الدفاع السورية، بإصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين الخاصة بالمنطقة، بينها عدد من المنازل والسيارات المدنية.
ومنذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي، ومع بدء إسرائيل حرب إبادة ضد الفلسطينيين في غزة، وما تبعها من توسيع دائرة الحرب لتشمل لبنان، صعّدت إسرائيل من وتيرة اعتداءاتها على سوريا، والتي تسببت باستشهاد وإصابة عشرات السوريين.
وفي السياق، أكدت وزارة الخارجية السورية، في بيان جديد لها، أن «اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على دول المنطقة وشعوبها تتطلّب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية بحقه ومساءلته عن جرائمه وفضح رعاته الغربيين».
وقالت إن «كل الإدانات التي تم الإعراب عنها مراراً وتكراراً، من قبل سوريا والدول الأخرى، لم تكفِ لوضع حد للانتهاكات الفاضحة لهذا الكيان».
ثمّة مساعٍ عراقية لمساعدة سوريا في الاستجابة للوافدين
في غضون ذلك، وصلت طائرات محمّلة بالمساعدات الإنسانية من الإمارات إلى مطار دمشق الدولي، لدعم الاستجابة للوافدين. كما يزور وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كريم النوري، سوريا، في إطار المساعي العراقية لمساعدة سوريا في الاستجابة للوافدين.
وأجرى النوري لقاءً مع رئيس اللجنة العليا للإغاثة، وزير الإدارة المحلية السوري، لؤي خريطة، وبحث معه الجوانب التي يمكن للعراق المساهمة فيها لمساعدة الوافدين.
وفي سياق متصل، نقلت جريدة «الوطن» السورية عن مصادر دبلوماسية خليجية أن الملف السوري موجود في القمة الأوروبية - الخليجية، خاصة أن رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، كانت قد طرحت، خلال اجتماع عُقد الأسبوع الماضي في قبرص، «ضرورة تهيئة كل الظروف ليتمكن اللاجئون السوريون من العودة طوعياً إلى وطنهم بطريقة آمنة ومستدامة، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الرئيسية العاملة في المنطقة».
وأشارت الصحيفة إلى أن ميلوني ستتطرق مع القادة الأوروبيين إلى «اللاورقة» التي سبق أن تقدّمت بها إيطاليا و7 دول أوروبية، وهي النمسا وقبرص والتشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا، للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيسة المفوّضية الأوروبية، جوزيب بوريل، شدّدت من خلالها على ضرورة إيجاد مقاربة مختلفة لعلاقات الاتحاد الأوروبي مع سوريا ونهج جديد يضع حداً لسياسة أوروبية لم تحقق أي نتائج. والجدير ذكره أن إيطاليا تخلّت عن سياسة الاتحاد الأوروبي المعادية لدمشق، وأعادت علاقتها مع سوريا، في إطار مساعيها لوضع حد لأزمة اللاجئين، والتي تشمل بلدان شمال أفريقيا أيضاً.