لا جديد على صعيد استمرار العقم السياسي الداخلي في البلاد، النقاش حول الاستحقاق الرئاسي لزوم ما لا يلزم، وملء لفراغ يتمدد دون افق واضح. وبينما تواصل المعارضة «الصراخ» غير المجدي للتشويش على دور حزب الله المحوري في حماية لبنان ودعم غزة، تتناقض المعطيات الميدانية التي تشير الى وجود عجز لوجستي جدي لدى قوات الاحتلال في الدخول في مغامرة حرب شاملة جديدة ضد لبنان، وصفتها صحيفة «اشنطن بوست» الاميركية «بالفخ» الاستراتيجي لـ «اسرائيل».
وبين اصرار بعض السفارات في بيروت على اشاعة اجواء من التوتر من خلال الاصرار على وجود ما تبيته «اسرائيل» للبنان، واذا كان سفير روسيا الاتحادية لدى لبنان الكسندر روداكوف قد عبّر لرئيس مجلس النواب نبيه بري بالامس، عن قلق جدي لدى بلاده من احتمالات التصعيد، علمت «الديار» ان السفارة الاميركية في عوكر اتخذت اجراءات لوجستية ترقبا لتطورات دراماتيكية، ووسعت من نشاطها العملاني من خلال الاتصال ببعض الرعايا الاميركيين المضطرين الى البقاء في لبنان اذا اندلعت الحرب، بسبب طبيعة وظيفتهم، وبعد الاطلاع على احتياجاتهم تم تأمينها بسرعة، اضافة الى توزيع حصص غذائية تضمنت بشكل رئيسي «المعلبات»!
هذا كله على وقع احاطة قدمها قبل ساعات وزير خارجية العدو الاسرائيلي يسرائيل كاتس امام عدد من السفراء الغربيين، الذين خرجوا بعدها بانطباع ان الحرب واقعة لا محالة، وهي ستكون الترجمة العملية لمقولة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو قبل ايام، بانه سيغير الواقع في الشمال للاجيال القادمة، وهي عبارة استخدمها قبل البدء بحرب الابادة في غزة. فيما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري امس» لدينا مهمة واضحة في الشمال، وهي إبعاد حزب الله عن السياج الحدودي».
وقد وصفت مصادر ديبلوماسية عربية المرحلة الحالية بانها حالة من «اللايقين»، حيال ما يمكن ان تتطور اليه الامور والاحداث، خصوصا ان التعقيدات الاقليمية والدولية مثيرة للقلق، ولا يمكن التنبؤ بمسارها على الرغم من ان المعطيات الميدانية لا توحي بوجود تحضيرات لدى قوات الاحتلال لحرب واسعة قريبة، لكن تبقى كل الاحتمالات واردة في ظل كل هذه الفوضى في المنطقة، ولهذا لا يجب ان ينام لبنان على «حرير» ، وانما الاستعداد دائما للاسوأ، بانتظار ما ستؤول اليه الامور في الحرب على غزة.