كتبت بولا مراد في جريدة الديار:
حتى ظهر الاثنين، كانت بلدة أيطو الواقعة في قضاء زغرتا شمالي لبنان بمثابة بلدة آمنة لسكانها ولعشرات النازحين اليها والى البلدات والقرى المجاورة. لكن الغارة التي شنّها العدو الاسرائيلي مسويا بالارض احد المباني التي يسكنها نازحون عُزّل، ما ادى الى استشهاد اكثر من 23 شخصا، رسّخت مرة جديدة منطق الا منطقة لبنانية حاليا آمنة من الاجرام والبطش «الاسرائيلي»، وان العدو سيبقى يتخذ الذرائع والحجج لترويع المواطنين الآمنين، والاخطر لتقليب المجتمعات اللبنانية بعضها على بعض، بهدف خلف فتنة داخلية يعتقد انها تُسرّع انجاز هدفه بالقضاء على حزب الله، باعتبار ان سيناريو مماثل سيؤدي لاضعاف قدرات الحزب، التي ستنقسم عندها للقتال على جبهتين: اولى على الحدود والاخرى داخلية.
ويبدو واضحا ان العدو يختار اهدافه بعناية فائقة، بحيث انه وباستهداف زغرتا وجّه رسائل بأكثر من اتجاه، ولعب على اكثر من وتر، فأكد مرة جديدة ان المناطق ذات الغالبية المسيحية ليست محيدة، وحاول القول للبيئات المختلفة ان استقبال النازحين يعرضكم للخطر، ما سيخلق تلقائيا نفورا بين اهالي المناطق وضيوفهم النازحين، مع خشية ان يُقدم بعض الاهالي على طرد النازحين، بحجة الحفاظ على امن بلداتهم وعائلاتهم.
ويعتبر مصدر نيابي انه «ولقطع الطريق على هذه الفتنة يفترض تنظيم وجود النازحين قدر الامكان، والتحلي بالكثير من الوعي»، وشدد على وجود «ادوار يفترض ان يلعبها السياسيون اولا المدعوون لعدم اذكاء هذه الفتنة بتنفيذ للاجندة «الاسرائيلية»، كما الأمنيون وبالتحديد الجيش والقوى الامنية المطالبة بالتصدي لاي اشكالات بمهدها، ومنع تحول المناطق جزر معزولة تسيطر عليها قوى حزبية معينة».
ويضيف: «صحيح ان هناك مهاما اساسية ملقاة على عاتق البلديات سواء تنظيمية واجتماعية وحتى امنية، لكن السلطة الاساسية في النهاية والبت بأي اشكال كبير يجب ان تبقى للجيش وقوى الامن».
ويعتبر المصدر ان «معظم القوى السياسية ابدت مستوى كبيرا من الوطنية والوعي في مقاربة الازمة الكبرى الراهنة، لكن بعضها الآخر من حيث يدري يتماهى مع أجندة العدو، وهذا خطير جدا».