جاء في مانشت جريدة الديار:
شهدت الثماني والاربعين ساعة الماضية، تزخيما للحراك والاتصالات الديبلوماسية، سعيا لوقف العدوان «الاسرائيلي» المستمر على لبنان . وبموازاة هذا التزخيم الديبلوماسي لم يتبدل المشهد الميداني للمعارك والمواجهات بين مقاومة حزب الله والعدو الاسرائيلي، الذي عجز ويعجز عن تحقيق اي خرق يذكر على محاور الاشتباكات الحدودية، وفشل في التصدي لموجات الصواريخ التي بقيت تضرب القواعد والمواقع العسكرية والحيوية للعدو، من الحدود حتى جنوبي «حيفا» وشمالي «تل ابيب»، وتساقطت امس ايضا صواريخ على «عكا» و»صفد» و»طبريا» و»كريات شمونة» وعشرات المواقع والمستوطنات في الجليل والجولان .
وحتى مساء امس، نفذ حزب الله اكثر من عشرين عملية ، وتمكن ايضا من صد وضرب القوات «الاسرائيلية»، التي واصلت محاولات التقدم على محور رأس الناقورة غربا وميس الجبل وبليدا في القطاع الاوسط .
والبارز على الصعيد الميداني والاستهداف الصاروخي لحزب الله في الاربع والعشرين ساعة الماضية ، هو ضرب القاعدة العسكرية لتصنيع المواد المتفجرة بصلية صاروخية نوعية في «حيفا»، التي تعرضت امس حتى المساء لثلاث موجات من الصواريخ .
وطاول القصف الصاروخي وبالمسيرات العديد من القواعد والمواقع والمستوطنات «الاسرائيلية» في الجليل الاعلى والاوسط واصبع الجليل والجولان . وضربت المقاومة بالمسيرات الهجومية قاعدة للدفاع الجوي «كريات اليعيزر» غرب «حيفا»، وحققت فيها اصابات مباشرة .
واصابت الصواريخ قاعدة «زوفلون» شمال «حيفا»، وتساقط عدد كبير من الصواريخ في «عكا»، مخلفة اعمدة نار ودخان في كثير من الاماكن. كما اعلن بيان لحزب الله عن هجوم بالمسيرات الانقضاضية جرى اول امس على ضواحي «تل ابيب» .
هذا ، وواصل طيران العدو غاراته الهمجية على الاماكن المدنية، مخلفا المزيد من المجازر في برجا والمعيصرة وقضاء البترون .
تزخيم للاتصالات الديبلوماسية
وفي حين غليان الميدان، شهدت الثماني والاربعين ساعة الماضية تزخيما للاتصالات والحراك الديبلوماسي، تمثلت بالاتصالين المطولين اللذين اجراهما وزير الخارجية الاميركي بلينكن مع الرئيسين بري وميقاتي . والاتصال البارز كان امس بين الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس بري، واتصال الموفد الاميركي هوكشتاين مع ميقاتي ، بالاضافة الى زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف لبيروت .
بري لماكرون : لوقف فوري للنار
ونشر الجيش على الحدود
واكد بري لماكرون على الموقف الرسمي الذي تبنته الحكومة اللبنانية، المطالب بوقف فوري لاطلاق النار ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود تطبيقا للقرار 1701 .
مصدر لـ «الديار» :
ننتظر الافعال بعد الاقوال
وقال مصدر مطلع لـ «الديار « مساء امس، ردا على سؤال حول نتائج الاتصالات الديبلوماسية: « لا نستطيع الحديث عن تقدم ملموس لوقف العدوان الاسرائيلي ، لكن يمكن التأكيد اننا شهدنا في اليومين الاخيرين ان الحراك السياسي والديبلوماسي، بدأ يأخذ زخما اكثر من اي وقت ماضي، تحت سقف موقف لبنان الرسمي والحكومة اللبنانية «.
وحول الموقف الاميركي في ضوء اتصال بلينكن مع بري وميقاتي، قال المصدر « يجب التوقف عند هذين الاتصالين وتوقيتهما ، لكن في الوقت لا يمكن الركون لما صدر عن وزارة الخارجية الاميركية ، علينا ان نرى الافعال وليس الاقوال «. اضاف « علينا ان ننتظر الافعال، ، ونعتقد ان الايام المقبلة ستكشف هذا الامر، واذا كنا سنشهد ضغطا جديا على اسرائيل لوقف عدوانها «.
واشار المصدر الى حراك سياسي داخلي في اطار المسار الذي حدده بيان عين التينة الثلاث، ومنها موضوع انتخاب رئيس توافقي جامع .
زيارة قاليباف
وتأكيد الدعم الايراني
من جهة اخرى، شكلت زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف امس للبنان، رسالة ايرانية متجددة مفادها، انه رغم كل ما حصل ويحصل فان طهران عازمة على الحضور القوي الى جانب لبنان حكومة وشعبا ومقاومة ، وقد نقل هذه الرسالة الى بري وميقاتي من القيادة الايرانية .
وفي تصريحاته بعد اللقاءين ، وخلال تفقد المنطقة التي تعرضت للعدوان في البسطة قال قاليباف: « ان الجمهورية الاسلامية الايرانية على اتم الاستعداد لتقديم اي نوع من المساعدات للنازحين والمتضررين من العدوان الاسرائيلي، تحت اشراف الحكومة اللبنانية»، مشيرا الى «تسيير جسر جوي بين ايران ولبنان لهذه الغاية» .
واكد ايضا ان «ايران ستدعم قرارات الحكومة اللبنانية وقرارات الشعب والمقاومة»، واشار الى ان زيارته جاءت تلبية لدعوة الرئيس بري ، وانه سينقل في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف معاناة ومظلومية الشعبين اللبناني والفلسطينى.
وخلال لقائه مع قاليباف اكد ميقاتي «ان اولويتنا هي وقف اطلاق النار ووقف العدوان «الاسرائيلي، والحفاظ على امن لبنان وسلامة ابنائه. وشدد على التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 ، وتعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب، واجراء الاتصالات اللازمة مع دول القرار والامم المتحدة، للضغط على «اسرائيل» لتنفيذ القرار المذكور كاملا .
وكان رافق قاليباف خلال تفقده لمكان الغارة «الاسرائيلية» في البسطة عدد من نواب حزب الله، حيث اكد النائب امين شري ان زيارة قاليباف تندرج في اطار الدعم الايراني الدائم للبنان حكومة وشعبا ومقاومة ، وشدد على الصمود والمقاومة للعدوان الاسرائيلي، وان الاولوية هي لوقف هذا العدوان .
التحرك الايراني والسعودي
والموقف الاميركي
وفي اطار الاتصالات الديبلوماسية ، قالت مصادر مطلعة للديار ان هناك جهودا تجري على غير محور ، لافتة الى التحرك الايراني الناشط عبر وزير الخارجية باتجاه دول الخليج ، والى الاتصالات التي تجريها المملكة العربية السعودية منذ ايام في الاطار نفسه .
وتوقفت عند اتصالي وزير الخارجية الاميركية مع بري وميقاتي، ملاحظة ان لهجة بيان وزارة الخارجية بدا معتدلا ، واقل تشددا عن المواقف الاخيرة .
يشار هنا، الى ان المتحدث باسم الخارجية الاميركي ماثيو ميلر صرح ان بلينكن تحدث مع بري وميقاتي عن « الحاجة الى تسوية ديبلوماسية لتنفيذ القرار 1701 تسمح للمدنيين بالعودة الى ديارهم ، فضلا عن التزام الولايات المتحدة بالاستقرار السياسي في لبنان واحتياجاته الانسانية «.
واكد من ناحية ثانية على اهمية « ان يملأ لبنان الشغور في منصب رئاسة الجمهورية من خلال الوسائل الديموقراطية التي تعكس ارادة الشعب اللبناني «.
صواريخ حزب الله
ومليون «اسرائيلي» في الملاجىء
وفي مجريات الوضع الميداني، الهبت صواريخ حزب الله امس المدن والمستوطنات والاهداف العسكرية والحيوية «الاسرائيلية»، في كل الجليل وحيفا وعكا بصليات متتالية . وبسبب عنف الضربات الصاروخية، وتوسعها حتى «هرتسيليا» شمالي «تل ابيب» اول امس ، ثم تغطيتها «حيفا» و»الكريوت» و»عكا» و»صفد « ومناطق اخرى، قالت صحيفة «يديعوت احرونوت» مساء امس ان اكثر من مليون «اسرائيلي» نزلوا الى الملاجىء في عيد الغفران، جراء موجات الصواريخ .
وبالاضافة الى قصف بلدات ومناطق عديدة في البقاع والجنوب، نفذ طيران العدو امس ثلاث غارات على المعيصرة في كسروان، ودير بيللا في البترون ، وبرجا في اقليم الخروب .
واستهدفت هذا الغارات مبان سكنية مأهولة ما ادى الى مجازر ثلاث ، حيث افيد حتى المساء عن سقوط 5 شهداء واكثر من 15 جريحا في المعيصرة ، و4 شهداء و14 جريحا في برجا ، و3 شهداء و4 جرحى في دير بيللا .
«اليونيفيل» : باقون في مراكزنا
من جهته، اعلن المتحدث باسم قوات «اليونيفيل» امس، ان هذه القوات رفضت طلبا من الجيش «الاسرائيلي» باخلاء عدد من مواقعها على الخط الازرق وحتى عمق 5 كيلومترات داخل الاراضي اللبنانية، واكد استمرار البقاء في مواقعها .
وافادت القوة الدولية عن جرح جندي تابع لها في المقر الرئيسي في الناقورة برصاصة مباشرة خلال الاشتباكات هناك ، لكنها لم تحدد الجهة مع العلم ان الموقع تعرض اكثر من مرة للنيران «الاسرائيلية» .