جاء في جريدة الأخبار:
يواصل العدو الإسرائيلي عمليات القصف التدميري لعدد كبير من الأحياء في القرى الحدودية، فيما واصل لليوم السادس على التوالي، منذ بدء «المناورة البرّية» الإسرائيلية في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، تحقيق اختراقات جدية، لكنّه لم ينجح بعد بالتموضع في أي بلدة حدودية، بل إن الاشتباكات بينه وبين المقاومين، تقع عند كل محاولة في الأمتار الأولى داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى استهداف المقاومة بشكل مستمرّ، لنقاط ومواقع تحشّد وتجمّع هذه القوات، قبل دخولها إلى لبنان، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وليل امس، اطقلت صلية صاروخية من العيار الثقيل سقطت جميعها في قلب مدينة حيفا، واعلنت وسائل العلام العدو ان الدفاعات فشلت في صد اي من الصواريخ التي اصابت مباني ومراكز تجارية وطرقات، وتسببت بوقوع اصابات كثيرة الى جانب الاضرار التي ظهرت في فيديوهات وزعها المستوطنون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما توجه كل سكان المدينة الى الملاججئ فورا.
ورغم اعتماد العدو على قوات مشاة من النخبة الخاصة، وليس على الألوية التقليدية، إلا أنه حاول في عدة مواضع إدخال دبابات وآليات ثقيلة إلى داخل الأراضي اللبنانية، لكنّ المقاومين تصدّوا لها. وتمّ استهداف ما يزيد عن 5 دبابات منذ بداية العملية. ويبدو واضحاً أن العدو مهتمّ جداً بالتقاط الصور، حيث يزجّ بقواته إلى أطراف القرى الحدودية، ويتعرّض لإطلاق النار والكمائن والقصف، ويُصاب ويُقتل جنوده، لكنه يعود لإرسال مزيد من القوات، بهدف التقاط صور في بعض البيوت القريبة التي تبعد عشرات الأمتار عن الحدود، قبل أن يعاود سحب قوّاته تحت نيران المقاومين.
وهو ما فعله أمس، في بلدة يارون الحدودية، إذ التقط صوراً لقواته ومقاطع فيديو على أطراف البلدة، ثم انسحب منها بفعل نيران المقاومة، وأرسل طائراته الحربية للإغارة عليها.
ومساء أمس، وقعت اشتباكات بين المقاومين وقوات العدو، عند أطراف بلدتي يارون ومارون الرأس، حينما حاولت قوات العدو التقدّم مجدّداً.
كما اندلعت اشتباكات أخرى في منطقة خربة شعيب شرق بلدة بليدا، حيث صدّت المقاومة محاولة توغّل جديدة لقوات العدو، بعدما كانت قد فشلت في ذلك فجر أمس.
وقد احتجّت القوات الدولية العاملة في الجنوب على اقتراب القصف الإسرائيلي من موقع لها في تلك المنطقة، علماً أن مواقع الجيش اللبناني القريبة من تلك المنطقة أخليت في وقت سابق.
لكنّ القوات الدولية حصلت على تعهد بعدم التعرض لقواتها من قوات الاحتلال، ما سمح لها بعدم إخلاء الموقع.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، استنفرت قوات الاحتلال ووسائل الإعلام على خلفية الاشتباه بعملية تسلل إلى مستوطنة دوفيف قبالة رميش.
وسارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى الحديث عن تسلّل مقاومين، قبل أن تقول إن الجيش أحبط عملية تسلل وقتل ستة مقاتلين، لكنها عادت بعد نصف ساعة لتعتذر من الجمهور، بعدما تبيّن أن قوات الاحتلال «أطلقت النار بصورة كثيفة» باتجاه مجموعة من الخنازير البرية التي تعبر عادة تلك المناطق الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وقد تسبّبت حركة الجيش بحالة ذعر عند عدد من سكان مستوطنات أخرى، وقال مراسل إسرائيلي إن الذعر سببه أن المستوطنين في أماكن بعيدة عن المكان، ظنوا أنهم أمام هجوم من قبل حزب الله، خصوصاً أن الحادثة وقعت عشية عملية طوفان الأقصى حين تمكّن مقاومون من حركة حماس من اقتحام مستوطنات غلاف غزة.
يوم أمس، واصلت المقاومة استخدام نيران المدفعية والصواريخ في ملاحقة تجمعات جنود العدو في مستعمرة المنارة ومحيطها، وأثناء محاولة قوات العدو الإسرائيلي إجلاء الجنود الجرحى والقتلى، أعاد المقاومون استهداف قوات العدو مرة أخرى.
كما استهدفوا بصليات صاروخية، تجمعات لجنود العدو في مستعمرات شلومي ومرغليوت وبرعام ومعالوت ترشيحا وكفر جلعادي ويفتاح. كما أطلقوا صواريخ باتجاه موقع حدب يارين. وفي عمق الأراضي المحتلة، شنّت المقاومة هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على قاعدة (7200) للصيانة والتأهيل، مستهدفة مصنع المواد المتفجّرة فيها، جنوب مدينة حيفا، وأصابت أهدافها بدقة. ورداً على اعتداءات العدو على المدنيين، استهدفت المقاومة مدينة صفد المحتلة ومستعمرة كرمئيل، بصليات صاروخية. وقد سُجّلت إصابات مباشرة لمبانٍ في كرمئيل ودير الأسد، بعد إطلاق نحو 25 صاروخاً من لبنان.
في المقابل، أعلن المتحدّث باسم جيش العدو، مستعمرات المنارة ويفتاح والمالكية، منطقة عسكرية مغلقة، يمنع الدخول إليها. فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن «جنود الجيش الإسرائيلي من تشكيل الكوماندوس والمظليين، يواصلون القتال في منطقة جبلية صعبة في قرية مجاورة للسياج الحدودي في جنوب لبنان، حيث يتمركز العشرات من مقاتلي حزب الله».
وفي هذا السياق، نقلت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية عن ضابط احتياط في جيش الاحتلال، أنه قد تمّ استدعاؤه من أجل القتال ضدّ حزب الله، لكنه يعتقد بأنّ «الجيش لا يملك ما يكفي من الرجال أو الدبابات لتنفيذ عملية كبيرة في لبنان». كما نقلت المجلة نفسها عن الجنرال تامير هايمان، الذي تولّى سابقاً قيادة جهاز الاستخبارات العسكرية «أمان»، قوله إنّ «لبنان دوّامة اجتاحت إسرائيل من قبل».
وذكرت المجلة أنّ «البعض يشكو افتقار القوات الإسرائيلية للقوة البشرية الكافية»، موضحةً أنّ «الجيش اضطر إلى استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، بهدف الحفاظ على المستوى الحالي من الانتشار، إلا أنّ كثيرين من هؤلاء أمضوا فترات طويلةً في الخدمة، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023».
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن «الضغط العسكري الإسرائيلي على لبنان قد يفيد الدبلوماسية وقد يؤدّي إلى خطأ في الحسابات (...) وسوء تقدير».
كما زعمت الوزارة أن «لإسرائيل الحق في استهداف المتطرّفين، لكن ينبغي عدم استهداف البنية التحتية المدنية»، مشيرة إلى «تواصل التشاور مع إسرائيل وهدفنا هو التوصل إلى هدنة لإتاحة المجال للدبلوماسية». لكن في الكيان، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسائيل سموتريش، إنه «لا يمكننا إنهاء الحرب إلا عندما لا تكون هناك حماس في غزة، ولا تكون لديها القدرة على إعادة تأهيل نفسها. فقط عندما نتمكن من تجديد الاستيطان في قطاع غزة، وضمان وجود يهودي دائم ومستقر. وفقط عندما نطرد حزب الله إلى ما هو أبعد من نهر الليطاني. وفقط عندما نسقط النظام في إيران ونقضي على مشروعه النووي».