جاء في مانشيت جريدة الديار:
لا ينكر احد من المراقبين مواصلة الطيران الحربي الاسرائيلي تنيفذ مجازر بحق المدنيين اللبنانين وتهجيرهم من قراهم سواء من الجنوب او البقاع او الضاحية الجنوبية في بيروت. فسلاح الجو الاسرائيلي يقصف الضاحية الجنوبية يوميا في النهار وفي الليل ما يسفر عن سقوط شهداء وجرحى يوميا ونزوح كثيف الى جانب الدمار الهائل التي تشهده الضاحية.
وامام الواقع المأساوي في الضاحية والمناطق المجاورة لها، قال محلل سياسي مخضرم للديار ان العدوان الاسرائيلي على الضاحية يتجاوز مسألة العمل العسكري المزعوم. ذلك ان القصف الجوي مدعوما بالقصف البحري يدمر الابنية بعقلية منهجية تشي بوجود مخطط معين بعيد المدى طبعا الى جانب ملاحقة قيادات حزب الله. وتابع المحلل السياسي ان الطائرات المعادية وسعت مجال اعتداءاتها لتشمل الجنوب والبقاعين الغربي والشمالي والضاحية الجنوبية تحديدا، اضافة الى بعض القرى والبلدات خارج ذلك الحيز الجغرافي لكن يسكنها اناس من التيار المؤيد للمقاومة. وعليه، من الطبيعي ان تؤدي المجازر اليومية التي ترتكبها الدولة الصهيونية الى «نزوح» عشرات الالاف من المواطنين خصوصا النساء والاطفال والكبار في السن. وهنا تراهن «اسرائيل» على العامل الديمغرافي كسلاح فعال في معركتها الشاملة ضد لبنان. ولفت المحلل السياسي المخضرم الى وجود مخاطر كثيرة تهدد وحدة المجتمع اللبناني وهي نتاج انماط النزوح وجغرافية الاقامة في المرحلة الحالية. وقصارى القول ان مناطق التواجد الشيعي تلقت وما زالت تتلقى الضربات العنيفة التي اجبرتها على النزوح الى مناطق غير شيعية. وهنا شدد المحلل السياسي للديار ان العدو الصهيوني يستخدم التدمير المنهجي لجعل موجة النزوح الحالية مشكلة كبيرة في لبنان بما انه يخطط لاطالة امد حالة اللجوء بحيث تنشأ بؤر احتكاك وتوتر بين السكان المحليين والسكان «النازحين»! واشار الى ان العدو يعمل جاهدا على ان تصبح اوضاع النازحين الشيعة في لبنان «لغما موقوتا» قابلا للتفجيرعن بعد انما اذا تعامل محور المقاومة وحلفائه بجدية مع النازحين فيكون قد احبط سلفا مشروعا صهيونيا لاشعال نار الفتنة بين اللبنانيين.