عاجل:

عكار تستقبل 35 ألف نازح وسط تخلٍّ رسمي

  • ٩

كتبت نجلة حمود في جريدة الأخبار:

استمر توافد النازحين الى محافظة عكار، وسط تخبط البلديات والمجتمع المحلي العاجز عن تأمين الاحتياجات وتجهيز مراكز الإيواء التي ارتفع عددها الى ما يزيد على 40، بحسب التقرير الصادر عن «لجنة إدارة الكوارث» التي أكدت أن عدد النازحين تجاوز الـ 35 ألفاً، مع انتظار قدوم المزيد بعد تبلّغ محافظ عكار عماد لبكي من وزارة الداخلية والبلديات افتتاح وتجهيز ستة مراكز إضافية لاستيعاب موجة النزوح الجديدة جراء قرار إخلاء الضاحية بشكل تام.

الأعداد الوافدة فاقت قدرة المحافظة على الاستيعاب، وخصوصاً لجهة إيجاد منازل في مختلف البلدات حتى النائية منها، بسبب الإشغال التام للشقق والفنادق وسط احتكار السوق من قبل بعض التجار والسماسرة، ما جعل إيجار بعض الشقق غير المفروشة يصل إلى 1000 دولار.

وفي حين لجأت غالبية النازحين إلى منازل وشقق سكنية معظمها مجاني، غابت الدولة تماماً باستثناء تسجيل النازحين في مراكز الإيواء، وسط اقتصار الدعم على المجتمع المحلي وتبرعات الأهالي والأحزاب وبعض الفتات الذي تقدمه منظمات دولية، إضافة الى تسليم الهيئة العليا للإغاثة محافظ عكار 200 إسفنجة، و120 بطانية، فيما وزّعت جمعية «رؤية حياة» 150 إسفنجة و200 بطانية تسلّمتها من الهيئة العليا للاغاثة.

إلى ذلك، غصّت المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان (معبرا العريضة والعبودية في ساحل عكار، إضافة الى معبر البقيعة في منطقة وادي خالد) بالنازحين من اللبنانيين والسوريين بعد تأكيد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وإذا كانت الحركة النشطة للبنانيين نحو سوريا بعدما أصبحت أكثر أمناً، ومع إمكانية أكبر لإيجاد مساكن لائقة، اضطرّ عدد كبير من السوريين إلى العودة بعدما منعوا من اللجوء الى المدارس ومراكز الإيواء التي فتحت في مختلف البلدات.

محافظ عكار، عماد لبكي، قال لـ«الأخبار» إن «همّ النازحين السوريين يزيد من الأعباء الملقاة على عاتقنا، فبعد منعهم من دخول المدارس أُجبرنا على استضافتهم ليلة كاملة في بلدية حلبا لحين تأمين أماكن لهم». وحذّر من جهة أخرى من «أزمة نفايات في عكار التي تعاني أساساً من تكدّس النفايات في الشوارع في الأيام المقبلة بسبب الأسعار المرتفعة التي تفرضها الشركة المتعهدة جمع النفايات.

وقدّرت مصادر مطّلعة عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود من الجانب اللبناني إلى الجانب السوري، عن طريق معبرَي العريضة والعبودية بأنه تجاوز الـ 30 ألف شخص في أقل من أسبوع، غالبيتهم من اللبنانيين، يضاف إليهم حوالي 4 آلاف دخلوا عبر معبر جسر قمار في وادي خالد، أما السوريون فلم يتخطّوا الـ 10 آلاف.

وتضيف المصادر أن نصف عدد المغادرين سجّل يوم السبت عقب تأكيد اغتيال السيد نصر الله، ما دفع الى اتخاذ قرار بتخفيف إجراءات التفتيش لتسهيل الحركة، وسط توقعات باستمرار هذا التدفق خلال الأيام المقبلة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي العنيف وقرار إخلاء الضاحية.

المنشورات ذات الصلة