كتب محمد بلوط في جريدة الديار:
سماحة السيد حسن نصرالله قائد التحرير وبطل الانتصارات وسيد المقاومين في مواجهة العدو الاسرائيلي المجرم المتغطرس والقوى الظالمة، ارتقى شهيدا مؤمنا بان مسيرة المقاومة لن تضعف ولن تتوقف مهما اشتدت العواصف، وهي لن تحيد عن البوصلة التي رسمها وثبتها القائد الشهيد.
هذا هو عنوان نعي حزب الله سماحته شهيدا جراء العدوان الهمجي الذي نفذه العدو الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية اول امس بالآلة والقنابل الاميركية.
وقبل وبعد اعلان استشهاد سماحة السيد يبقى السؤال الكبير حول مسار المرحلة المقبلة في الحرب التي توسعت ابوابها في المنطقة على كل الاحتمالات.
اما السؤال الثاني بعد هذه الخسارة الكبرى التي تلقاها حزب الله ولبنان ومحور المقاومة هو كيفية التعاطي مع حجم هذه الضربة الموجعة لتنفيذ وصية سماحة السيد الدائمة بمتابعة مسيرة المقاومة بكل زخم حتى النصر.
وفي البيت الداخلي للحزب، رغم حجم الخسارة الكبير وخصوصية شخصية الشهيد وحضوره وقوته، تؤكد المعطيات وفق مصدر مطلع وكما عكس بيان حزب الله امس ان الحزب كما حصل في محطات سابقة سيخرج من هذه المحنة محصنا بقيادة جديدة مسلحة بنهج سماحة السيد الشهيد.
ووفقا للمعطيات القائمة فان الحزب سيتعامل مع هذه الصدمة الكبيرة بكل اقتدار ومسؤولية لاختيار امينه العام الجديد وتعيين باقي اعضاء القيادة.
وحسب المعلومات فان الاعلان عن هذه العملية لن يتأخر، مع التأكيد ان حزب الله تنظيم مؤسساتي قوي ومتين ويملك من المنعة والطاقات ما يجعله اقوى من كل العواصف في اصعب وادق الظروف.
ورغم حجم ما جرى والضربات الموجعة التي تلقاها الحزب في الايام والاسابيع الماضية استمر امس يخوض الحرب المفتوحة ويمطر مدن ومستوطنات ومواقع العدو الاسرائيلي بحوالي مئة صاروخ من العيارات المتوسطة والثقيلة حتى تل ابيب مرورا بعكا وصفد وحيفا وسائر مناطق الشمال والوسط من فلسطين المحتلة.
وواصل طيران العدو بتنفيذ غاراته الهمجية مستهدفا الاماكن المدنية والسكنية في الضاحية والجنوب والبقاع، مخلفة المزيد من المجازر بحق شعبنا.
الحزب يعلن استشهاد سيد المقاومة
واكد حزب الله في بيان رسمي استشهاد السيد نصرالله وجاء فيه : «ان سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل الى جوار ربه ورضوانه شهيدا عظيما قائدا بطلا مقداما شجاعا حكيما مستبصرا مؤمنا، ملتحقا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الالهية الايمانية على خطى الانبياء والأئمة الشهداء».
واضاف «ان سماحة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله التحق برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذي قاد مسيرتهم نحوا من ثلاثين عاما، قادهم فيها من نصر الى نصر مستخلفا سيد شهداء المقاومة الاسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان عام 2000 والى النصر الالهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء وصولا الى معركة الاسناد والبطولة دعما لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم».
وبارك الحزب لسماحة السيد «نيله ارفع الاوسمة الالهية وسام الامام الحسين عليه السلام، محققا اغلى امانيه واسمى مراتب الايمان والعقيدة الخالصة شهيدا على طريق القدس وفلسطين».
وعاهدت قيادة حزب الله «الشهيد الاسمى والاقوى والاغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء ان تواصل جهادها في مواجهة العدو واسنادا لغزة ولفلسطين دفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف».
ووفقا لمصادر مطلعة فان المرحلة المقبلة ستحمل الكثير من التطورات بعد سقوط كل الخطوط الحمر، ما يعزز الاعتقاد باننا اما منعطف جديد في الحرب المفتوحة مع العدو.
جيش العدو: ايام صعبة تنتظرنا
ورغم نشوة العدو الاسرائيلي بما قام به لم تخف قيادتة السياسية والعسكرية خشيتها مما ستحمله الايام المقبلة وقال الجيش الاسرائيلي «نحن في حالة تأهب قصوى على مدار الساعة، وهناك ايام صعبة تنتظرنا وهذا سيستغرق بعض الوقت».
ونقلت القناة 12 الاسرائيلية عن مصادر عسكرية ان الجبهة الداخلية اجرت تغييرات في توجيهاتها بما يشمل مدنا في وسط الكيان الاسرائيلي.
واذاعت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن اجراءات عديدة منه فتح الملاجىء في تل ابيب ومناطق عديدة على بعد اكثر من مئة كيلومتر من الحدود اللبنانية الجنوبية.