بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:
أوحى ردّ «حزب الله» النوعي على الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، أنّ الحزب استوعب الضربات الاخيرة التي تلقّاها واستطاع احتواء هزّاتها الارتدادية على جسمه العسكري ومنظومة التحكّم والسيطرة لديه.
وبهذا المعنى، فإنّ قصف حيفا ومحيطها بصواريخ «فادي 1» و«فادي 2» كان مؤشراً واضحاً إلى أنّ الحزب لم يحتج إلى وقت طويل لكي يعيد ترتيب أوراقه التي بعثرها عصف الاستهدافات الإسرائيلية المتلاحقة لبنيته العسكرية وبيئته الحاضنة، والأهم انّ قوة ضربة حيفا ونجاحها اثبتا انّ المقاومة تمكنت من إعادة وصل ما انقطع في السلسلة القيادية جرّاء تفجيرات «البيجر» واللاسلكي، والغارة التي استهدفت القائد ابراهيم عقيل ورموز قوة الرضوان.
وبناءً عليه، يُستدلّ من الهجوم الصاروخي على قاعدة ومطار رامات ديفيد ومجمع «رفائيل» للصناعات العسكرية في منطقة حيفا، انّ المقاومة تريد أن تقول للإسرائيلي إنّها لم تستعد الوضعية التي كانت عليها قبل مجزرتي الثلاثاء والأربعاء والغارة على الضاحية فحسب، بل هي حققت وثبة إلى الأمام عبر الارتقاء في التصعيد المضاد نحو استهداف حيفا التي تقع على مسافة اكثر من 50 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية وبصواريخ جديدة لم يسبق أن تمّ استخدامها، وذلك تطبيقاً للقاعدة التي كان قد وضعها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وقوامها: «بتوسّع منوسّع».
واللافت في ردّ الحزب الأولي، انّه كان تصاعدياً ومحسوباً في الوقت نفسه، بمعنى انّه تجاوز قواعد الاشتباك السابقة انما من دون أن يذهب إلى المواجهة الشاملة، مع ما يتطلّبه تطبيق هذه المعادلة من دقّة في المزج بين «المقادير المدروسة».
ولعلّ أهم ما في ردّ «حزب الله» ليس ما ظهر منه فقط بل ما لم يظهر أيضاً، إذ انّ الحزب تقصّد أن يوحي، في سياق رسائله المتعددة، بأنّ قصف حيفا ليس سوى مثال حي ومصغّر عن جهوزيته لخوض الحرب الشاملة بلا ضوابط اذا فُرضت عليه، وعن قدرته على توسيع دائرة الاستهداف إلى ما بعد بعد حيفا متى لزم الأمر، خصوصاً انّ الصواريخ التي استعملها في الهجوم الاخيرهي من النوع المتوسط ولا تنتمي إلى عائلة الصواريخ الدقيقة التي لم يستخدمها الحزب حتى الآن.