لفت مصدر عسكري لـ "الديار" الى ان حزب الله انتقل من حرب الاسناد لغزة التي اطلقها في الثامن من تشرين الاول الى حرب وجود الان ضد العدو الاسرائيلي. ذلك ان المقاومة تدرك جيدا ان «اسرائيل» انتقلت الى مرحلة جديدة في حربها في الشمال، وان هدف الكيان العبري الدائم من اي حرب يشنها ضد حزب الله، هو استئصال الحزب وتصفيته. انما هذا الهدف غير قابل للنقاش، فهو غير واقعي ولن يحصل، لان اي توغل بري «اسرائيلي» في الاراضي اللبنانية، وتحديدا في الجنوب، سيكون له تداعيات كارثية على جيش الاحتلال، لما لحزب الله من خبرة في القتال الميداني، الى جانب قوته في ردع هذا الجيش وارجاعه من حيث اتى.
وتابع المصدر العسكري ان القيادة السياسية «الاسرائيلية» قد تظن انها قادرة على اقامة منطقة عازلة على الحدود، عبر عملية عسكرية تبعد فيها حزب الله الى مسافة بحيث لا يعود يشكل تهديدا لها ولمستوطناتها في الشمال، الا ان هذه التصورات يتداخل فيها الخيال والاوهام والحسابات الخاطئة والفاشلة.
وهنا، اشار المصدر العسكري الى ان محور المقاومة لم يهبّ لنصرة غزة بقرار عشوائي متسرع، بل تمتلك قياداته تصورات معينة للتعامل مع كل الاحتمالات. وتأكيدا على ذلك، ما كانت قيادة حزب الله لتضحي بالهدوء الذي خيم على الجنوب منذ العام 2006 لولا انها ادركت أن الاحزاب الصهيونية العنصرية وصلت الى الحكم على اساس برنامج عمل الغائي تهجيري سيستهدف اللبنانيين بقدر ما سيستهدف الفلسطينيين.