عاجل:

بعد 23 عاماً من أحداث 11 سبتمبر ... المرأة الأفغانية مازالت تتحمل قسوة طالبان

  • ٣٦

إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل

لم تكن الحملة التي شنها جورج بوش على أفغانستان ببساطة من منظور الأمن القومي بل حرب على القيم الحضارية ضد أولئك الذين كانوا "ورثة كل الأيديولوجيات القاتلة في القرن العشرين" على حد تعبير بوش.

ولكن بعد مرور 23 عاماً على أحداث 11 سبتمبر لا تزال حركة طالبان تسيطر على الحكم وتخنق المجتمع الأفغاني والنساء الأفغانيات محرومات مرة أخرى من الدراسة ومقيدات وممنوعات من كشف وجوههن وحتى أصواتهن في الأماكن العامة.

تقدم محنة المرأة الأفغانية في عام 2024 خاتمة قاتمة لملحمة دور الولايات المتحدة في البلاد منذ عام 2001.

إنها حكاية مأساة وغطرسة ومغامرات خاطئة وفساد. إنها باختصار حكاية فشل.

لقد ضخت الإدارات الأمريكية المتعاقبة عشرات المليارات من الدولارات في إعادة إعمار البلاد ودعمت حكومة هشة بشكل دائم ومرتشية في كثير من الأحيان متحالفة مع واشنطن في كابول وأشرفت على حركات تمرد دموية وحركات تمرد مضادة لأكثر من عقدين من الزمن.

عندما اكتسحت حركة طالبان المنبثقة من جديد قوات النظام المدعوم من الولايات المتحدة قررت الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي الانسحاب وكان ذلك بمثابة صدمة قاسية للنخب السياسية الغربية أما بالنسبة لطالبان المنتصرة فقد كان ذلك بمثابة الخلاص.

في ظل افتقارها للشرعية الدولية وجدت طالبان سبباً لمضاعفة غرائزها الأيديولوجية فقط وتبع حظر التحاق الفتيات بالمدارس الثانوية حظر على التحاق النساء بالجامعات وبحلول عام 2023 احتلت أفغانستان المرتبة الأخيرة من بين 177 دولة تم تقييمها في مؤشر المرأة والسلام والأمن.

في الشهر الماضي أصدر نظام طالبان مجموعة جديدة من المراسيم الخانقة بشأن "الرذيلة والفضيلة" وقد اطلعت وكالة أسوشيتد برس التي اطلعت على الوثيقة المكونة من 114 صفحة و35 مقالاً. تنص الوثيقة على أنه من الواجب على المرأة أن تحجب جسدها في جميع الأوقات في الأماكن العامة وأن غطاء الوجه ضروري لتجنب الإغراء وإغراء الآخرين... ويعتبر صوت المرأة عورة وبالتالي لا ينبغي أن يُسمع غناءها أو تلاوتها أو قراءتها بصوت عالٍ في الأماكن العامة. ويحرم على المرأة أن تنظر إلى الرجال الذين لا تربطها بهم قرابة نسب أو مصاهرة والعكس صحيح. وذكرت أن المادة 17 تحظر نشر صور الكائنات الحية والمادة 19 تحظر عزف الموسيقى ونقل المسافرات منفردات.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك هذا الأسبوع: "أريد أن أوضح اشمئزازي من هذه الإجراءات وأرتجف من التفكير فيما هو قادم بالنسبة لنساء وفتيات أفغانستان".

ويبدو أن مسؤولي طالبان لا يتأثرون بهذا النوع من اللوم فقد أصدر ذبيح الله مجاهد أحد كبار المتحدثين باسم طالبان بياناً يندد فيه بـ"غطرسة" المنتقدين الخارجيين ويدعو إلى "الاعتراف بالقيم الإسلامية باحترام". وقال إن الوعظ الخارجي "لن يثني الإمارة الإسلامية عن التزامها بالتمسك بالشريعة الإسلامية وتطبيقها".

وبالطبع وكما قال عدد لا يحصى من المعلقين الأفغان أنفسهم فإن تفسير طالبان للشريعة الإسلامية ليس سوى وجهة نظر متشددة واحدة ويمكن القول إنه يتعارض مع تقاليد البلاد الغنية والعميقة.

وقد وصف النشطاء الحقوقيون ما استشرى في أفغانستان بأنه "فصل عنصري بين الجنسين".

قالت إحدى النساء في كابول ل بي بي سي: "في كل لحظة تشعر وكأنك في سجن حتى التنفس أصبح صعباً هنا"

المنشورات ذات الصلة