عاجل:

ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية ضدّ لبنان!

  • ٢٥

جاء في جريدة “الأخبار”: 

زادت في الأيام الأخيرة، التهديدات الإسرائيلية للبنان، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة تبادل النيران بعدما شهدت انخفاضاً عقب الردّ على اغتيال القائد في المقاومة فؤاد شكر. وفيما تراجع عدد الشهداء المقاومين، وعمليات اغتيال المقاومين خارج القرى الحدودية إلى حد بعيد، إلا أن العدو عمد في الأيام الأخيرة، إلى تنفيذ ما يشبه “الأحزمة النارية”، في بعض المناطق الحرجية القريبة من قرى الحافة الأمامية، زاعماً أنه يستهدف منصّات إطلاق ومخازن صاروخية تابعة للمقاومة، كما حصل في وادي بلدة فرون.

ومن الواضح أن العدو يعمد من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحويل عملياته من “ردّ فعل” على عمليات المقاومة، وعدم الاكتفاء بالتكتيكات الدفاعية التي تقوم باعتراض الصواريخ والمُسيّرات، أو دفع المستوطنين إلى الملاجئ، أو الاغتيالات واستهداف القدرات العسكرية، إلى ما يسمّى “الهجمات الاستباقية” لمنع إطلاق الصواريخ وضربها في مخازنها أو على منصّات إطلاقها.

ومع أن هذه السياسة تتّسم بشيء من “الهجومية”، إلا أنها – إلى الآن – تكتيك هجومي ضمن سياسة دفاعية عامة. وفي موازاة هذه السياسة الميدانية المتطوّرة، تصاعدت تهديدات عدد من كبار المسؤولين في كيان العدو ضد لبنان، علماً أن بعض هؤلاء لم يتوقّف عن التهديد منذ الأيام الأولى للحرب.

في غضون ذلك، وصل إلى الكيان أمس رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال سي كيو براون، في زيارة عاجلة التقى خلالها وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش. وقال الجنرال الأميركي لصحيفة “فايننشال تايمز” إنه يفكّر في ما “إذا تعثّرت المحادثات أو توقفت تماماً، وكيف سيؤثّر ذلك على التوتر في المنطقة، والأمور التي يتعيّن علينا القيام بها للاستعداد”. وأوضح أنه يدرس كيفية استجابة الفاعلين الإقليميين إذا فشلت المحادثات، “وما إذا كانوا سيزيدون من نشاطاتهم العسكرية، الأمر الذي قد يؤدّي إلى مسار من سوء التقدير ويتسبّب في اتساع الصراع”.

تصريحات الجنرال الأميركي، إضافة إلى ما نقلته “هيئة البث الإسرائيلية” عن مصدر أمني بأن “عدم إبرام صفقة سيؤدي إلى حرب في الشمال لن تكون على الشكل الذي نريده”، ربما تجيب عن السؤال حول الأسباب أو المستجدّات التي دفعت بوتيرة التهديدات إلى أعلى.

وفي الإجابة عن السؤال حول الأسباب والمستجدّات، فإن أول وأهمّ ما يمكن الإشارة إليه، هو ما يقرب من اليقين الإسرائيلي، وحتى الأميركي، من أن المحاولات الأميركية للحفاظ على المفاوضات، ولو شكلياً، اقتربت من نهايتها، وبالتالي اقترب إعلان انهيار المفاوضات، وهذا ما يمكن أن يشكّل عامل تصعيد في المنطقة، وخصوصاً في “جبهة الإسناد” الشمالية التي يقودها حزب الله. وفي هذا السياق، يمكن اعتبار التصريحات والتهيديدات، محاولة لردع المقاومة في لبنان مُسبقاً، عن التصعيد بعد انهيار المفاوضات.

ولفت المراسل العسكري لصحيفة “معاريف”، آفي أشكنازي، إلى قناعة لدى المستوى العسكري بضرورة الخروج إلى حرب في لبنان، لكن لدى المستوى السياسي يوجد “تردّد في الخروج”، معدّداً أسباباً تدفع القيادة الإسرائيلية إلى التريّث والتردد بشأن اتخاذ قرار الهجوم على لبنان، وهي:

أولاً، الجيش الإسرائيلي لم ينهِ المهمة في قطاع غزة. وحتى الآن حركة “حماس” لم تُهزم فعلياً، والجيش مُلزم بالإبقاء على قوات كثيرة في القطاع.

ثانياً، توجد حاجة لإنعاش الجنود والآليات كون الجيش الإسرائيلي ليس مُهيّأ لخوض حرب طويلة لسنين.

ثالثاً، تتطلّب جبهة الضفة الغربية المزيد من المقدّرات يوماً بعد آخر، وذلك على حساب القوات في الشمال.

رابعاً، في المستوى الأمني اعتقاد بأن عامل “المفاجأة” لم يعد بيد إسرائيل، بعد 11 شهراً من القتال.

خامساً، في تل أبيب قلق من مسألة “الشرعية الدولية” لعملية واسعة في لبنان. والمقصود أولاً وقبل كل شيء هو الولايات المتحدة التي دخلت المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية.

المنشورات ذات الصلة