روسيا "بتتكلم فلسطيني": لا أمان لاسرائيل الا بإقامة دولة فلسطينية بحدود 4 حزيران 1967

  • ٩٦
انعقدت مساء امس جلسة لمجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري لمناقشة الوضع في غزة، وتناولت الكلمات المتعاقببة للدول العربية والغربية توصيفا لهذه الحرب ودعت الى ضرورة وقف لاطلاق النار، وحده الموقف الروسي اعاد تصويب المسار السياسي الكفيل بحماية حقوق الفلسطينيين ودولتهم من الارهاب الاسرائيلي.
وفي كلمة افتتاحية اكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريش ان كارثة إنسانية هائلة على مرأى من العالم مشيرا الى أن الظروف الصحية في ملاجئ غزة مفزعة، وأن أكثر من 14 ألف شخص قتلوا في القطاع منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأضاف غوتيريش " خلال أسابيع قُتل عدد من الأطفال بغزة أكثر من أي نزاع آخر منذ عُيّنت أمينا عاما وشدد غوتيريش على أن "استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة المدمرة في المناطق المأهولة أثر بشكل كبير على المدنيين في غزة، مؤكدا أن 80% من سكان القطاع طردوا من منازلهم ويتم الدفع بهم نحو الجنوب".
أما مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا فأكد أن "إسرائيل استغلت الانقسام في مجلس الأمن بدعم من واشنطن للاستمرار في حرب تطهير عرقي بغزة، موضحاً أنه "تطرح أسئلة كثيرة حول سبل إعادة إعمار غزة، وبشكل عام حول مستقبل الحل الطويل الأمد للقضية الفلسطينية، والتي بدون حلها من المستحيل ضمان أمن مستدام حقيقي لإسرائيل". ورأى ان "الغرب يتعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، فالأزمة في الشرق الأوسط لم نر مثلها منذ عقود".
وقال نيبنزيا "نتوقع أن نسمع في أقرب وقت ممكن من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، النتائج الملموسة لنشاط مجموعة العمل التي أعلن عنها في وقت سابق لدراسة مسألة تنفيذ آلية المراقبة الدولية المنصوص عليها في القرار 2712.
وأضاف "نود أن نتساءل، إلى متى يجب أن ننتظر نتائج مجموعة العمل هذه؟"، وقال "علينا أن نفكر في اليوم التالي للنزاع الدائر في قطاع غزة، ويجب العودة إلى عملية السلام بهدف إقامة دولة فلسطينية بحدود 4 حزيران 1967.
بدوره، طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأن تتحول الهدنة الجارية إلى وقف لإطلاق النار، وأن تنتهي المجازر الإسرائيلية في غزة، موجها الشكر لقطر ومصر على الجهود التي أدت إلى الهدنة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الجهود القطرية أثمرت في الأسبوع الماضي هدنة إنسانية تم تمديدها، وأبدى تطلع بلاده إلى خطوات إضافية من مجلس الأمن للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مشددا على أن محاولات التخلص من الشعب الفلسطيني مصيرها الفشل.
من جهته، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على أن "هجمات إسرائيل الوحشية في غزة ترتقي إلى جرائم حرب. وأضاف فيدان أن الملايين حول العالم يتضامنون مع فلسطين، محذرا من أن إحباطهم قد يؤدي إلى فوضى في عديد من الدول.
أما وزير الخارجية المصري سامح شكري، فقال إن سياسة التهجير القسري في غزة ما زالت هدفا لإسرائيل، محذّرا من تأثير تهجير الفلسطينيين على السلم في المنطقة بأسرها.
وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال إن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وملحمة تختبر ضمائرنا، وعلى المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حقيقية لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة، مضيفا أن الهدنة يجب أن تكون فاتحة خير لبدء التفاوض بشأن وقف دائم لإطلاق النار، مشددا على أن استئناف القتال في غزة سيؤدي إلى نكبة.
وانتقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي "من يبرر العدوانية الإسرائيلية باعتبارها دفاعا عن النفس"، مؤكدا أن إسرائيل أحبطت جهود السلام على مدار السنوات الـ30 الماضية.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن "الذرائع الواهية للدفاع عن النفس غير مقبولة" وأكد "نحن دعاة سلام، والسلام هو خيارنا الإستراتيجي، ونريد موقفا مماثلا من إسرائيل".
ووصف وزير الدولة الإماراتي خليفة بن شاهين المر مشاهد الدمار الكامل في غزة بالمفزعة مشيرا الى أن أبو ظبي تدين سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني، مشددا على أن قرار مستقبل غزة يجب أن يبقى بيد الشعب الفلسطيني.
في المقابل، أكد مندوب فرنسا في مجلس الأمن الدولي نيكولا دي ريفيير دعم بلاده - لما سمّاه - "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي"، منتقدا في الوقت نفسه العنف المرتكب في الضفة الغربية من قبل المستوطنين.
أما المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد، فأكدت أن حل الدولتين هو الضامن الوحيد الذي يوقف حلقة العنف بشكل نهائي.
من ناحيته، قال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إن الهدنة في غزة مهمة، لكن استمرارها يعني استمرار حماس.

المنشورات ذات الصلة