عاجل:

وزير دفاع أميركا واكب عمليات «يوم الأربعين» بالتفصيل.. إعلام العدو: 150 دقيقة من القصف المتـواصل

  • ٥٢

جاء في "الأخبار" 

الصمت الرسمي حيال نتائج عملية «يوم الأربعين»، تعرّض لاختراق أولي داخل كيان العدو، من خلال أمرين: الأول، تفاعل وسائل الإعلام مع الذي نُشر في بيروت أمس حول وجود معلومات تؤكد وصول بعض المُسيّرات إلى منشأة «غليلوت» التابعة للوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية، لكن من دون أي تعليق. والثاني، هو الحديث للمرة الأولى عن بعض تفاصيل ما جرى يوم الأحد الماضي.لكنّ الأهم، كان في الجانب السياسي الذي كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، حول اطّلاع الولايات المتحدة على الهجوم الإسرائيلي الذي نُفّذ على لبنان فجر الأحد، وعلى مستوى التنسيق العسكري بين الجانبين، خصوصاً أنه بات واضحاً أن السبب الرئيسي لزيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال سي كيو براون للمنطقة، هو التنسيق العملاني بين الجانبين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نقل خلال زيارته لتل أبيب قبل أسبوعين، رسالة يبلّغ فيها الحكومة الإسرائيلية بدعم الولايات المتحدة لتوجيه ضربة استباقية ضد حزب الله في لبنان. وبحسب الصحيفة فإن بلينكن «حثّ إسرائيل على عدم استغلال الفرصة لأجل الذهاب نحو توسيع المواجهة مع حزب الله».

وبحسب الصحيفة نفسها، فإن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تواصل مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت 10 مرات على الأقل، قبل وبعد الغارات الإسرائيلية فجر الأحد الماضي. كما نقلت الصحيفة أن أوستن «حثّ هو الآخر تل أبيب على تخفيف رد فعلها على أي عمل من جانب إيران أو حزب الله». وفي هذا السياق، أقرّ العقيد احتياط في جيش العدو كوبي ميروم بأن «الهجوم الوقائي ضدّ حزب الله كان محدوداً للغاية».

وبالعودة إلى عملية «يوم الأربعين»، فقد نشر موقع «يديعوت أحرونوت» تقريراً لمراسله العسكري يوآف زيتون، عرض فيه تفاصيل جديدة عن ذلك اليوم، مُشيراً إلى أن كيان العدو يحقّق في الكارثة التي قُتل فيها الجندي البحري الرقيب ديفيد موشيه بن شطريت نتيجة اعتراض طائرة بدون طيار فوق سفينة «ديبورا» قبالة نهاريا خلال هجوم حزب الله يوم الأحد. وبحسب زيتون، يستعدّ كيان العدو لقادم الأيام ويتعلّم من سلسلة وابل الصواريخ المشتركة التي انطلقت في الصباح عندما نفّذ حزب الله أكبر هجوم له والأكثر تطوراً منذ حرب لبنان الثانية 2006، بهدف رئيسي واحد: إفراغ مخازن الصواريخ الاعتراضية الخاصة بمنظومة الدفاع الجوي.

وفصّل زيتون ما حصل الأحد 25 آب 2024، فقال: «بدأت المعركة الجوية عند الساعة 4:37 واستمرت نحو ساعتين ونصف ساعة دون توقف تقريباً وفي أنحاء المنطقة كافة. وقد أطلق حزب الله نحو 250 صاروخاً وطائرة بدون طيار على أهداف معيّنة مثل القواعد، بما في ذلك «غليلوت» التابعة لشعبة الاستخبارات، ومواقع ومستوطنات في الشمال».

وتُظهر التحقيقات، على ما يورد زيتون، أن حزب الله «نفّذ عدداً من العمليات التي لم يقم بها مطلقاً ضد إسرائيل». وأضاف: «كانت صليات الصواريخ كثيفة جداً - نحو 30-40 صاروخاً عادياً وكبيراً، وإن كانت من مسافة قريبة ولكنها دقيقة نسبياً، وتمّ إطلاقها في الوقت نفسه على أهداف منفصلة في الشمال. كما أطلق حزب الله مباشرة بعد ذلك، وفي وقت واحد، أسراباً من الطائرات المتفجّرة بدون طيار، بعضها يضم عشر طائرات في الوقت نفسه، وكان الهدف هو تفريغ منصات إطلاق القبة الحديدية، التي تحاول اعتراض الصواريخ أولاً، وإثقال كاهل الجنود الذين ينظرون إلى شاشات الرادار».

ووفق زيتون، تكمن الصعوبة الكبيرة في أن الطائرات بدون طيّار تطير على ارتفاع منخفض وتُقلع من جنوب لبنان، ما يجعل التضاريس الجبلية صعبة على الجيش الإسرائيلي، حيث تمنع خطوط التلال الرادارات من اكتشاف الطائرات بدون طيار في وقت مسبق. ولفت زيتون إلى أنه إذا احتل الجيش جنوب لبنان وأعاد إنشاء شريط أمني عبر الحدود، فيمكن الافتراض أن أحد الإجراءات الأولى سيكون نشر الرادارات في نقاط مرتفعة.

ونُقل عن مسؤول في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي قوله إن «قطاع غزة عبارة عن بلاطة، ما يُسهّل اكتشاف الإطلاقات منه بمجرد ارتفاعها في الجو، أما في الجليل فالأمر مختلف... كان هناك عدد لا بأس به من المعضلات في الوقت الحقيقي والقرارات المعقّدة التي اتخذناها. لقد علمنا هذا الصباح أنه يمكننا التعامل مع تهديدات حزب الله، العدو الذكي الذي لم يُظهر بعد كل قدراته، لكن ذلك سيحتِّم علينا الهجوم وليس الدفاع فقط، وفي الحرب سيتعيّن علينا اختيار مناطق دفاعية».

وخلص زيتون إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي «سيضطر في أيام القتال الكبرى إلى اختيار مناطق دفاع حيوية مثل محطات الطاقة والقواعد المهمة والمواقع الإستراتيجية، وأيضاً على حساب بعض المستوطنات ذات الكثافة السكانية الأقل، أو حيث تكون حماية المستوطنين أفضل. وعليه، ينقل عن مسؤولين في سلاح الجو قولهم إن «مهمّتنا الرئيسية ستكون تقديم إنذار للسكان، وسيكون وجودهم في المناطق المحمية أكثر أهمية من أي وقت مضى».

إلى ذلك، واصلت «المقاومة الإسلامية»، أمس، إسنادها لغزة، بقصفها موقع زبدين في مزارع شبعا وموقع الرمثا في تلال كفرشوبا. كذلك، استهدفت انتشار جنود في حرج برعام وانتشاراً آخر في جبل نذر، إضافةً إلى تموضع جنود في موقع المطلّة.

المنشورات ذات الصلة