تشير مصادر دبلوماسية لـ”البناء” الى أن اتصالات مكثفة جرت في الكواليس الإقليمية والدولية لاحتواء التصعيد بين حزب الله و”إسرائيل” ولتلافي توسع الحرب، وذلك عبر ضغوط غربية بقيادة أميركية على الحكومة الإسرائيلية من جهة وعلى الحكومة اللبنانية من جهة ثانية، إضافة الى اتصالات غير مباشرة أميركية – إيرانية في عُمان الى جانب دخول وسطاء أوروبيين وعرب على خط المحورين الأميركي الإسرائيلي من جهة والإيراني العراقي اليمني – حزب الله من جهة ثانية. ووفق المصادر فإن الأميركيين وإن جاهروا مراراً بتقديم الدعم لـ”إسرائيل” والدفاع عنها في أي هجوم عليها من محور المقاومة، لكنهم وجهوا لها النصائح بعدم توسيع الرد على رد حزب الله لتفادي التورط بحرب شاملة مع حزب الله ستؤدي الى تداعيات خطيرة في ظل غرق الجيش الإسرائيلي في مستنقع غزة وحرب استنزاف قد تطول وفشل في تحقيق أهدافها رغم مرور أحد عشر شهراً.
وتشير أوساط مواكبة للمفاوضات لـ”البناء” الى ضغوط أميركية على حكومة نتنياهو للتوصل الى حل يرضي الطرفين ويؤدي الى وقف اطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى على دفعات، لكن نتنياهو يرفض ويطلب ضمانات تتعلق بعدد وهوية الأسرى والأماكن التي سيتوجّهون اليها، وبالسيطرة على المعابر الحدودية بين غزة ومصر لضمان عدم تهريب حماس الأسلحة من مصر الى غزة، إضافة الى مستقبل غزة لجهة إدارتها ووضعها الأمني وضمان عدم خروج حماس منتصرة من الحرب وإعادة ترميم نفسها والعودة الى حكم القطاع. وتعول الأوساط على جولة المفاوضات في القاهرة في حال قدم نتنياهو وحماس تنازلات مقابلة. لكن الأوساط ترجح فترة “ستاتيكو” في غزة والمنطقة تتخللها جولات تصعيد متعددة حتى الانتخابات الأميركية.
وفي إطار متابعة ردة فعل الكيان الإسرائيلي على رد حزب الله، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن وزارة الحرب وجيش الاحتلال، في كيان العدو، يدرسان إلغاء مشروع منطاد “طل شمايم” بعد أن استطاع حزب الله إصابته في شهر أيار الماضي.
وبحسب الصحيفة، يدرس العدو عدم إصلاح المنظومة وإغلاق الوحدة المخصّصة التي أنشئت لتشغيل المنطاد، ومن المفترض أن يُتخذ قرار حول هذا الموضوع في الأيام المقبلة. وكان من المقرّر أن توفّر المنظومة، والتي تشمل المنصّة الجوية التي طوّرتها شركة TCOM الأميركية ومنظومة الرادار المتقدم الذي طوّرته شركة “إلتا” للصناعات الجوية، لـ”إسرائيل” قدرة مكملة لمنظومة الكشف ولمنظومة “الدفاع” الجوي التابعة لسلاح الجو “الإسرائيلي”.